تصفح الوسم

أحمد علي هلال

مشاكسات «عاقلة»!

بكثير من البراءة يتساءل القارئ هذه الأيام: هل من فضائل تذكر لما يسمى بعصر السرعة؟! ربما يشكل الأدب والإبداع بمفارقاتهما الكثيرة أحد تجليات ذلك العصر، فمثلاً إن معظم كتاب الشعر الحديث، مأخوذون على الأرجح بحالات نادرة من السرعة، والتسارع،…

صنعة تشويه المحترمين! الذنب الوحيد… أن لا ذنب له

لتجليات هذه الفكرة الملتبسة، فضاء طليق لا سيما في الأدب بوصفه حقل اختبار الثقافة والمعرفة، ومهاد عمال الكلمة. وإذا كانت الأمثلة عليها كثيرة بما لا يحصى، فهي أشبه بالإحالة الدائمة لمفارقات تكثّف عماء معرفياً وهذياناً أدبياً يُخشى…

ملتقيات دمشق الثقافية: الاستمرارية والاستجابة

 يمكن للمراقب أو المتابع للشأن الثقافي لا سيما في تجليات وحراك الثقافة أن يقف على غير دالة لملتقيات دمشق الثقافية منذ انطلاقتها ووصولها  إلى الدورة السادسة، ذلك أن التحقيب لهذا الحراك وبتراكم مرجعياته المؤسسة من جديد للمشهد الثقافي…

أمل دنقل.. صورة الشاعر الإنسان

 ولأن أمل دنقل هو ذلك الشاعر الإشكالي والمختلف حقاً، فقد شكّل على الدوام هاجس دراسات متعددة، ذهبت في إثر الشاعر وفي إثر مسيرته المختلة بآن معاً، إذ يتساءل الناقد والمترجم والشاعر د. ثئر زين الدين في مقدمته العميقة عن جدوى الكتابة عن أمل…

صور عتيقة!

لعلي لا أنوي الذهاب إلى ماخطته أنامل البارعة إيزابيل ألليندي في روايتها (صورة عتيقة)، إنما هو ذهاب لفضاء ذلك العنوان الأثير، المشوب بالشجن والتأسّي والتماثل مع الماضي ورفضه في آن معاً. وأعلم أن لصورنا أثراً لا يزول، إنها الذاكرة، أو…

سرديات لرواية ممكنةأو هوامش لزمن قادم

للرحلة المتصلة  المنفصلة، مسارات تراجيدية في جغرافيا طليقة، سوى من حدود (سايكس بيكو) الملعونة والمذمومة، أعني رحلة الفلسطيني من وطنه إلى أقرب ما يمكِّنه من العودة سريعاً، فقط ما حمله  الفلسطيني  مفتاح بيته وأوراق بيته هناك.. والكثير من…

ذات ثلج… مبكر!

(ثلج.. ثلج عمّ بتشتّي الدنيا ثلج) لطالما سحرتنا هذه الكلمات، لدرجة أننا عددناها في لاوعينا الجمعي، أيقونة الرومانسية، ولم نشأ أن نسمعها سريعاً ونمضي لشأننا، كأنما كنا نقطرها حرفاً حرفاً ونبضاً نبضاً. ولتحملنا السيدة فيروز إلى فضاءات…

أحزان مثقف عربي

هل القول إن الثقافة ليست امتيازاً بحد ذاتها ولكنها نمط حياة، يشي بترف فائض ورومانسية مستهلكة؟! سؤال  ربما  يكتنز إجابته مواربة وتصريحاً، لا سيما إذا وقف المرء في واحدة من البرهات الفلسفية  الوجودية (لمدارات) مثقف عربي (يتشاءل) على…

لو كان القلق… رجلاً!

ليس القلق عنصراً طارئاً على حياة الإنسان، وليس أسير مصادفة أو مجرد حالة تذوب بفعل النسيان. لكنه مع إنساننا المعاصر بات شريك يومياته وتفاصيله، بات كثافة الكائن الجديد ولغة مناماته. لطالما كان لصيق حياة المبدعين وحافزهم ليقولوا شيئاً…

كاميرا غير خفيّة!..

في أقصى الشارع يجلس عازف ويترنم بكلمات شجية، بضعة من غناء دافئ علّه يستعيد زمناً ما فيسعد السامعين، ولو كانوا عابرين لا يلوون على شيء، ربما كانوا المعذبون في الأرض أو الحالمون بها في دنيا الله الواسعة، يستمر الرجل، وهنا ليس من المهم من…

شعريات الورد والقمح

على عجل يطل (الفالانتين) ليذكرنا باستثنائنا الإنساني الفريد. فالأيام مزدحمة، بما لا يألفه القلب، وبما لا تألفه اللغة. يطل إذن على استحياء، كفكرة، كغيمة، كشمس بخيلةفي نهار شتائي أكثر عجلة من إشراقه، أو ككلمة تقاوم استهلاكها، لتثني بترفها…

سورياليون… ولكن؟! باعة الهموم!

هل أصبح العالم (سوريالياً) بما يكفي، لأن تصدق هذياناته وحيله؟! وإذا صدقت ذلك، فثمة وصية أبوح بها: إياك أن تُكذِّب حواسك، لئلا تصبح مجنوناً وسط العقلاء، وسيأتيك أحدهم بقول خطير: السوريالية هي عقل كامن، وعليه فإن سلفادور دالي هو أعقل…

هل ينتظر يوسف زيدان الحكم بالإعدام؟!

يكاد الواقع ذاته يرقى إلى النكتة ولأرفع سخريات القدر، وتكاد المفارقة ذاتها ترقى إلى واقع بعينه، حتى المفارقة اختلط عليها الأمر، وخشيت أن يغشى عليها، خلقت بشفاه غليظة حتى تستوفي الضحك من الأقدار. فصاحب (عزازيل والنبطي وظل الأفعى…

عازف النهار!

في الشوارع الخلفية، تلك الفضاءات المفتوحة على دراما مرتجلة، فطرية لا نصّ لها، فهي المتطيّرة مما كان سائداً.. ثمة ما يستوقفك، بمحض المصادفة أو الضرورة، أو بكليهما معاً: مثلاً، مشهد تكرّر كلازمة، أو كصورة خلفية تكاد تصبح ثابتة،…

أحجيات معاصرة

على الأرجح، إن السؤال هو عقل المعرفة، وإن الاختلاف هو تقوى الفكر. إذن ما الذي يمنع السؤال ذاته من أن يسألها  ذاته  لينتج معرفته هو، فيرتاح الفيلسوف وتهدأ خواطر الباحثين لتأخذ قسطها الوافر من الراحة. تلك أحجية ستصدق يوماً ندرة…

هذا المساء!

حالما يمر المرء من أمام صالات السينما يأخذه فضول غريب، ليقترب ويتأمل صور فيلم قد يحضره أو ربما سيكتفي بما يشبه العزاء بالتأمل المحايد لصور اختارتها دور العرض بعناية فائقة لتجذب جمهورها، تدعوه بما امتلكت من وسائل دعائية متقنة لئلا يفوته…

في شعرية الإنصات

تكلم بنصف ما تعرف.. واعرف نصف الذي لم تقله، دعه ينمو كزهر خفي، كبوح شجي ليشي بفطرية الإحساس وطفولة الحواس، لتسترِدَّكَ الكلمة من عتمة كهفها، إلى طقس مهرجان أثير. لا.. الكلمة خرساء، أو قرينة غياب. الكلمة تنصت لمن يؤلّف سرديتها…

السيرة العاجلة لحياة مقتطعة!

ما يشي به العنوان، هو محاولة سيرة ذاتية تخاتل ميثاقها، سيرة ذهنية ربما يبوح كاتبها الافتراضي بما سقط من سطور مدوناته بوعي أو بلا وعي، وحسبه أنه يفكر بصوت مسموع، ليس بحثاً عن (رقعة) يرتق بها ما اهترأ من كلام، أو خيط ناقص في ثوب أحلامٍ…

مهنة المجانين!

ذات تساؤل ما الذي حمل فيلسوفاً معاصراً-لن نختلف على تسميته بالفيلسوف- هو ميشيل فوكو على أن يؤرخ للجنون في العصور الوسطى؟ ومن ثم فهل غدا حديث الجنون هو تورية لعقل استقال وذهب في إجازة طويلة لا يعلم سوى الله متى تنتهي؟ وتنبه…

والعهدة.. على الراوي!

فصل المقال في الواقع والخيال وما بينهما من اتصال... قد يشي مما تقدم من كلام، بعنوان لمحاضرة ما، أو لندوة بعينها ربما تتوسل مقاربة حركة الإبداع وتقنياته الفنية وقيمه الأدبية، على الرغم من وقوعه في فتنة السجع، لكنه على وجه الدقة…

عند… حافة العالم!

من كوّة كوخ عند حافة العالم، حدّق صديقي بالهاوية وهو من كان يشكو لوقت غير بعيد من رهاب المرتفعات، أي ما يعرف لدى الدارسين (بفوبيا الأماكن العالية). لكن تلك الهاوية الكونية ما لبثت أن انفتحت أمامه تماماً، كفرجة ملونة ساحرة. وفيها شهد كيف…

سبحة جرداق!

دهشة في ثمانينيات القرن الماضي، وعلى الأرحج في منتصفها تماماً ثمة ساخرٌ عربي، كان يدون ما تقع عليه عينه وما يسمعه وما يقع عليه من حكايات ظريفة، يلملمها بطريقة جد هزلية، ليجدف في أمواج الواقع المتلاطمة، يستخلص منها معنى، إذ يؤثر لها…

في الفندق الأدبي: الشعر ساخراً على هيئة طعام!

في واحدة من مطوياته الساخرة، كتب الشاعر اللبناني المعروف إلياس أبو شبكة سلسلة قصائد حملت عنواناً لافتاً هو (الفندق الأدبي)، استبطن فيها الشاعر نقداً لشعراء عصره وأدبائه. استطاع الأديب إدوار البستاني أن يعثر عليها ليصدرها كاملة في مجلد…

مزاج خاسر!

تخيّلوا لو أن الثعابين اشتغلت ماسحة أحذية، تلعق غبارها وتزيدها لمعاناً، وربما إن سمح لها الوقت تتبرعُ بسمّها الزعاف للتجارب العلمية-على ندرتها-عندنا. وعلى ذكر الثعابين فقد قرأت مؤخراً عن ثعبان تلقّى عضّة من رجل ليتركه وشأنه، بعدما أذاق…
العدد 1104 - 24/4/2024