بيان الأول من أيار يوم العمال العالمي

يأتي الأول من أيار هذا العام والإمبريالية العالمية لاتزال تحيك المؤامرات ضد الشعوب، عن طريق الحروب والعدوان المباشر والتصعيد، ويتكشف باستمرار ازدياد التفاوت الاجتماعي بين دول الشمال وباقي العالم، ويظهر عمق التبعية الاقتصادية والمالية، وتدمّر الطبقة الوسطى في المجتمعات، مما يزيد من انتشار الفقر والبطالة وتزايد الهجرة الجماعية والفردية خاصة من ذوي الخبرة والشباب، مما يسرّع من تفتيت المجتمعات، وينعكس على الجانب الاقتصادي نتيجة تجميد الطاقات البشرية والخدمية على حدّ سواء.

أيّتها العاملات.. أيّها العمال

إن أخطر ما يواجه العالم اليوم هو حصد مكتسبات مرّ عليها أكثر من مئة عام، وإعادة العالم للاسترقاق الاجتماعي عبر التفتيت والتقسيم وتعميم الفوضى والعسكرة والحروب عبر الإرهاب وتصدير المرتزقة، ويجري مسح الوجه الإنساني للبشرية من خلال تنشيط آليات إرهاب دولي منظم لصالح الاحتكارات والرأسمال الذي لم يعد لمصالحه حدود.

وإن كان الأول من أيار تخليداً لذكرى عمال شيكاغو عام ١٨٨٦، فهو أيضاً توثيق لنضال الطبقة العاملة التي وعت ذاتها، بالتفافها حول النداء الأممي لماركس وإنجلز (يا عمال العالم اتحدوا.. لتحطيم الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية)، وقد تحقّقت منذ مطلع القرن العشرين انتصارات لعمال وشعوب وانتصارات لحركات التحرر العالمي ناضلت بهدف بناء مجتمع العدالة والاشتراكية، وأخذ الأول من أيار طابعاً  احتفالياً تضامنياً من أجل تكريس حق الحياة والعمل والمواطنة، واعتباره يوماً للنضال ضد الاستعمار والغزو والاضطهاد والقمع والبطالة، ومن أجل التنمية المتوازنة المستدامة التي تؤمن فرص العمل وتحسين حياة الكادحين والتعليم المجاني لأبنائهم، وتأمين رواتب المتقاعدين والطبابة والحياة الكريمة وحرية التنظيم وتأسيس النقابات من أجل الدفاع عن حقوقهم.

أيتها العاملات.. أيّها العمال!

ساهم عمالنا في كلّ المراحل التاريخية في بناء وإنجاز الصروح وصياغة الدساتير التي تؤسّس للدولة المدنية الوطنية والتقدمية، والدفع بالقوانين والتشريعات التي تحمي المواطنين والمنتجين، وتطوير السياسات الاقتصادية والتشريعية.

بالتشاركية والتعددية السياسية من أجل التنمية الاجتماعية والعدالة الاجتماعية، غير أن عمالنا الذين صمدوا وتصدّوا للإرهاب والإرهابيين ودافعوا عن المعامل والمنشآت والبنى التحتية للدولة، وقدّموا الشهداء والجرحى في كلّ مكان من أرجاء سورية الوطن، يعانون اليوم من وطأة الظروف الاقتصادية المستعصية الصعبة، خاصةً بعد التدمير الهمجي الممنهج لزعزعة الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي والاحتلالات المباشرة لأراضينا، والسيطرة الكاملة على نفطنا، وتدمير الزراعة، والحصار والعقوبات الجائرة وآثار الزلزال المدمر.. إضافة إلى السياسات الليبرالية للحكومات المتعاقبة، والتي كانت ومازالت تزيد من أعباء الفئات الفقيرة والمتوسطة، وخاصة العمال، فقد همّشت مصالحهم وحابت مصالح التجار الكبار وأثرياء الحرب وحيتان الأسواق وقوى الفساد والنهب التي اغتنت على حساب الشعب وأزمات البلاد، وراكمت ثرواتها غير المشروعة، مما زاد من شظف العيش وضنكه، في ظل تراجع  دور الحكومة الداعم لمتطلبات الحياة الرئيسية من صحة وتعليم وغذاء، وفرض مطارح ضريبية جديدة، مع انعدام الاجراءات الحكومية للحدّ من فلتان الأسعار وضعف الأجور والرواتب التي تحولت لتكون رمزية لا تكفي احتياج العامل نفسه .

أيّها الإخوة العمال!

إننا في الحزب الشيوعي السوري الموحد نثمّن دور عمالنا في مواجهة الاحتلال والعدوان المتعدد الأشكال الذي تتعرض له بلادنا، ونقف إلى جانب طبقتنا العاملة لتحقيق مطالبها في:

أولاً- زيادة الأجور وربطها بالأسعار بما يلبّي الحد الأدنى لتكاليف المعيشة.

ثانياً- نطالب الحكومة بالتراجع عن السياسات الاقتصادية الليبرالية التي أدت إلى خراب الاقتصاد من خلال التضخم وتدني سبل المعيشة وصولاً إلى الجوع.

ثالثاً- الحفاظ على ملكية الدولة وإدارتها للقطاع العام وتحسين أدائها، خاصة في المرافق السيادية، وعدم التفريط بها بذريعة التطوير، وبالتالي رفع الصوت ضد الخصخصة وعدم اعتبارها قدراً واقعاً كونها قضية صراع طبقي وسياسي.

رابعاً- تقديم التسهيلات اللازمة للمشاريع الإنتاجية والخدمية، وتأمين مستلزمات الإنتاج واعتماد التخطيط للتنمية المتوازنة الشاملة.

خامساً- توسيع الحريات النقابية واستقلال القرار النقابي وممارسة كل أشكال النضال النقابي وصولاً إلى حقّ التظاهر الذي أقرّه القانون بما يساهم في الدفاع عن حقوق العمال وعدم المساس بمكتسباتهم، والحق في الأجر العادل والضمان الصحي للعمال وأسرهم والمتقاعدين.

عاش الأول من أيار، يوماً للتضامن ونضال الطبقة العاملة العالمية في مواجهة الإمبريالية والاستغلال والاحتلالات!

مزيداً من النضال من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة!

عاشت الطبقة العاملة السورية!

الحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1132 - 13/11/2024