اجتماع موسّع ومرتقب.. ومهامّ وطنية كبرى

(النور):

يترقّب السوريون انعقاد الاجتماع الموسّع للجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي (السبت القادم)، ويترافق ترقّبهم هذا مع تفاؤل مشوب الحذر، لسببين اثنين:

1- أن حزب البعث تولّى قيادة البلاد خمسة عقود بموجب الدستور أولاً، ثم بحكم نيله أكثرية المجلس التشريعي منذ عام 2012، أي بكلمة واحدة هو حزب يعرف الداء.. وعليه أن يعرف الدواء للمعضلات السياسية والاقتصادية التي تعانيها سورية.

2- تداعيات الأزمة ومحاولة الغزو الإرهابي لبلادنا، التي تشظّت سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً، وضعت أمام القوى السياسية في البلاد، وفي مقدمتها حزب البعث، مهامَّ صعبةً كبرى، باعتباره الحزب الحاكم، ويمارس نفوذه على مجمل الحياة السياسية والعملية الاقتصادية، لكنّه وفي الوقت ذاته يتعرّض لكوابح ضاغطة خارجياً، كالاحتلال الصهيوني والأمريكي والتركي، والعقوبات والحصار، ومحاولات مغرضة في الداخل بهدف إثارة النعرات الطائفية والإثنية والمناطقية، لعرقلة أيّ حلّ سياسي للأزمة، وتفتيت البلاد، واقتناص المليارات باستغلال استمرار حالة الحرب.

هذه الأوضاع الاستثنائية التي تخيّم على الاجتماع المرتقب، تتطلّب، حسب اعتقادنا، حسّاً وطنياً عالياً لدى الجميع، واستلهام تاريخ هذا الحزب العريق، الذي لعب دوراً رئيسياً في محاربة الإقطاع ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وحقّق إنجازات كبرى، سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن تأثيره تراجع خلال سنوات الجمر، ولم يقدّم للمواطنين حلولاً لمعاناتهم المأسوية.

إن طرد المحتلين من الأرض السورية، والحفاظ على السيادة ووحدة الأرض والشعب، وتحقيق طموحات السوريين السياسية والديمقراطية، وإحداث النقلة الكبرى في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية عن طريق تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمتوازنة، استحقاقات كبرى أمام الاجتماع المرتقب، وهي في الوقت ذاته مهامّ واجبة التنفيذ لجميع القوى السياسية الوطنية في البلاد، ومنها حزبنا الشيوعي السوري الموحد، مما يتطلب تفعيل دور الجبهة الوطنية التقدمية وأحزابها، والحوار الواسع مع جميع مكونات الشعب السوري السياسية والاجتماعية والإثنية.

نتمنّى النجاح للاجتماع المرتقب، وسيسهم حزبنا بدوره في إنهاض البلاد وإعلاء كرامة المواطن.

العدد 1107 - 22/5/2024