تصفح الوسم

غزل حسين المصطفى

المشهد الأخير

غزل حسين مصطفى: للمرّة الأولى، دخلتُ من ذلك الباب الحديديّ، فكان كلّ شيءٍ صامتاً، هناك وقبل أن أخطو خطوةً واحدةً نحو الدّاخل أدركتُ، أن هذا المنزل قد شعر بأصحابه وجُرّد من روحه صباحاً. بينما كنّا ندخل وصوت الحياة فيه مسموع على بعد

دون عنوان

غزل حسين المصطفى: (الأطفال هم بذار هذه الأرض، تتكاتف كلّ العوامل في صلاح البذار وتحوّلها إلى نبتٍ مُخضر ومنتج، لكنّ الفلاح مُمثّلاً بالأهل هو المسؤول الأول...). كلمات بسيطة وتشبيه يليق بفتاة صغيرة لم تتجاوز عامها الثامن، على دفترٍ

الموروث الثقافي

غزل حسين المصطفى: ليس لأنّي طالبة في قسم اللّغة العربيّة، وإنما لأني من عشّاق الشّعر العربي _ذلك الحب الذي قادني لاختيار فرعي الجامعي رغم مقتي لقواعد النحو والصرف_ أستلذُّ بالقراءة وأغوص بين المعاني والأبعاد، أقعد مع القصائد

حديث مكرّر والأسى يزداد مرّه

غزل حسين المصطفى: التاسعة إلّا ربعاً صباحاً_ المدرّج الثامن _ كلية الآداب والعلوم الانسانية _جامعة دمشق. وبينما أنا في لحظاتٍ هي الأصعب على كلّ متقدمٍ للامتحان أيّاً يكن اختباره، جاء الصوت في رأسي يحدّثني مُعقّباً على المشهد أمام

بطالة إلكترونية

غزل حسين المصطفى: (الثّورة الرّقمية جعلت أشياء كثيرةً لم نكن نتصور حدوثها قبل عدة سنوات أمراً ضرورياً. لا يمكن أن نتخيّل حياتنا من دونها اليوم... باختصار يمكن القول إن الإنسان أصبح عبداً للتكنولوجيا بكل ما تعنيه كلمة عبد من معنى).

إلى جريدة (النّور) في عيدنا الثالث

غزل حسين المصطفى: _إلى دوار التّربية، إذ استوقفني ذات صباح وهمس لي: أيُّ موعدٍ قد يخلق في أنفاسك كلّ هذا الشغف؟! انظري كيف أنَّ الياسمينة هناك، من غيرتها، تتمطّى لتلثم شعرك، لعلّ زهراتها تعبق ببعضٍ من ابتسامتك! _إلى العم أبو

لثام الحشمة

غزل حسين المصطفى: عن أمٍّ صُعقت وفُجعت حتى غارت الحروف في فيها، وأبٍ مهيض الجناح يستنهض عزيمته ليطالب بإعدام المجرمين في ساحة القرية، كنتُ أخوض في تفاصيل تلك الجرائم، أُعقّب على الاعترافات، وأشرح ما سمعت من طريقة التنفيذ، في منتصف

نحو الدرك الأسفل

غزل حسين المصطفى: بينما كنتُ أنتظر. افترش الرصيف المجاور لي، وفتح كيساً أبيض كبيراً كان يحمله، بدأ يُخرج منه أكياساً صغيرةً عدّة، وهنا كانت المفاجأة، على الرغم من أن هيئته كانت واضحة وتوحي بالحكاية بأكملها، لكن لم أتوقع أن تكون

حسين المصطفى… أبي

غزل حسين المصطفى: إلى أبي: _ إلى أبي الذي ضفرَ شعر عمّتي قُبيل مدرستها، وهدهدَ لأخيه الأصغر، وانكبَّ على التّنور يساعد أمّه. _إليه، حين أحبَّ أمي وكان لها سنداً وصديقاً، عوّضها عن أختٍ لم تهبها إياها الحياة، ودفعها بتشجيعه في

عمرٌ بدل ضائع

غزل حسين المصطفى: (استغلال الأطفال في أيّ شكل من أشكال العمل بما يحرم الأطفال من طفولتهم، ويُعيق قدرتهم على الذهاب إلى المدرسة، ويؤثّر تأثيراً ضاراً عقلياً أو جسدياً أو اجتماعياً أو معنوياً). في هذا التعريف لعمالة الأطفال وقفت طويلاً

سبيل لموتٍ جماعي

غزل حسين المصطفى: في ثلاثاءٍ مضى، وقُبيل فاجعتنا الكبرى هذه، في (ثقافي) أبو رمانة، وعلى مدار ساعة بل يزيد، كان ذلك الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي يحكي عن الأزمات في ذلك الحين والحلول الأنجع للخروج ممّا نحن عليه وبأقلِّ الخسائر.

أُرِيدُ شريكاً.. لا مارداً سحرياً

غزل حسين المصطفى: قال لي: (سيكون تنازلاً حين تقبل زوجتي المستقبلية بزواجٍ يتمُّ بلا مهرٍ أو عرس وحتّى خاتم، لن أقبل ذلك على رجولتي...). غالباً ما أتّبع سياسة النأي بالنفس في كلّ نقاشٍ يتمحور حول مفهوم المهر، وموضوع الزّواج في وقتنا

حرائق سورية.. من سمع بها؟!

غزل حسين المصطفى: (أنا بنت الأرض السمرا)! جملتي المعتادة للدلالة على مدينتي وقريتي، ذلك أن الشمس صبغت زنود أولادها وفلاحيها حتّى خضّبت التراب أيضاً، هناك حيث تغرق بين السنابل وأغصان الزيتون وعرائش الدالية. يوماً ما، ذلك اليوم ليس

بارقة أمل قيد الدراسة… الاستنفاد

غزل حسين المصطفى: فكّرت كثيراً كيف سأبدأ مقالي هذا، أمن امتعاض صديقتي في الصباح تعقيباً على جدول الدوام الجامعي المُكثّف الذي ينتهي عند الخامسة، دون أيّ فاصل بين المحاضرة والتي تليها، أم من شكوى أخي حول الضغط الذي ينتظره وهو في

إلى الدّراما… إلى من يهمه الأمر

غزل حسين المصطفى: إلى ذلك السّرير الذي مازال عالقاً في ذاكرتي حتّى الآن، وتفاصيل القضية الفلسطينيّة وحق العودة المزروع في نبض عروقي، إلى الأستاذ سعيد وزوجته صفية وذاكرتهم ووجدانهم القابع في منزلهم في حيفا، إلى كلِّ تلك القيم الّتي

من منظورٍ آخر

غزل حسين المصطفى: (ورد)، الذي أبصر النور قبل وصول جائحة كورونا إلى بلادنا بقليل، هو المستفيد الأكبر من الحجر الصحي، عمره لم يتجاوز بضعة أشهر بعد، لكن الفرصة كانت لصالحه كي ينعم بوجه والدته صباحاً ومساء، يشبع من حليبها ويكتشف هذا العالم

معركة الرّغيف!

غزل حسين المصطفى:  أيّها الرّغيف كنت عكّازاً، وكنت الجبيرة الّتي قوّمت انكسار فقيرٍ أمام عيون أطفاله المُتلهفين إلى (عروسة زيت وزعتر). أما اليوم فقد جُرِّدت من رُتبك وبتّ ورقةً رابحةً بين أيديهم يقامرون بك. قدّمنا القرابين، بل

نزيف في المعدة

غزل حسين المصطفى: نزيف في المعدة! ليست جملة اعتراضية في تشخيص طبيب، هذه الجملة كلّفتنا ثلاثة أشهر من اللاحياة ونحن نُراقب وجه والدي يَغبرُ وينطفئ نوره، نحول فجائي في وزنه وجسده عموماً، فاقداً للذّة الطعام وهناء النّوم دون ألم. _نعم،

على بساطٍ أحمديّ(واقعنا)

غزل حسين المصطفى: _السّاعة السّادسة مساءً، دقّت ساعةُ الحظر. وثلةٌ من الشباب مازالوا يتقافزون بين مداخل الحارات، في سعيٍ وراء كسر النّظام المُتّبع والعبث مع رجال الشّرطة. صافرات الإنذار من سيارات الشّرطة تُطلق وهم في لهوهم وقلّة

إلى لقاءٍ آخر كورونا

غزل حسين المصطفى : الطبق المفضل الذي نُجمع عليه نحن الأفراد الخمسة في عائلتي كان ماثلاً أمامنا لا ينقصه إلا أن تكون قد خالطته النار قليلاً ليكون دافئاً لذيذاً وشهياً، لم نستطع إلا أن ننظر إليه دون أن ننبس بحرفٍ واحدٍ، خانتنا أسطوانة

بوحٌ روحيّ

غزل حسين المصطفى: كنت أغوص في تفاصيل حديثٍ ما قد سمعته ودون أيّ انتباه لحركات القلم بين أصابعي، فقط أفكر. قاطعَتْ خلوتي قائلةً: وهل تتمرّنين على رسمها؟ سؤالها حرّك نظري إلى الورقة الموجودة أمامي، خمسة أضلاع مُتصلة، أبدأ برسمها كلُّ

هي عُكّازي

  غزل حسين المصطفى: هي التي أدركتُ معها كلَّ المعاني: الحبّ، الأمان، السند. هي عُكّازي، والصوت الذي يُغيّر مجرى أيامي. أنا الانفعاليّ الغاضب أخبو حين تبتسم، أو حتى حين تُضيء على الشاشة الإلكترونية رسالةٌ منها. وعدتُها في

لماذا لا نتقايض الأفعال؟

غزل حسين المصطفى: من النظرة الأولى إلى المكان ستُدرك فوراً الاهتمام الذي ناله حتى ظهر بهذه الحلّة الجميلة والمتناسقة، قد لا يمتلك إطلالة مُميّزة من الطابق الثاني ولكن بالمجمل أصبح حديث المنطقة، وقبل أن يستجمع دماغي الصورة بشكل كامل

الغرفة 15

غزل حسين المصطفى: أتكون هي المحطة الأخيرة؟ أيُعقل أن تُكحّل أهدابي في كلّ صباح هذه الجدران البيضاء؟ أين هي حقول القمح؟ أين أصابع أمي تضفر خصل شعري؟ أين أحلامي أنا؟ تكوّر بطني لشهور، فَقَدَ شعري جاذبيته، أسدل الحمل كلّ الستائر من

مخاض كاذب

غزل حسين المصطفى: هل كان ينبغي عليَّ أن أعطيها إياهم؟ هل كنتُ أنانية للحدّ الّذي جعلني أنعم وحدي بالدفء وأتركها تنفخ أنفاسها على كفيها المتشابكين؟ أين إنسانيتي واقتسامي الحياة برحابة صدر بمرّها قبل حلوها مع المحيط؟ كلُّ هذه…
العدد 1104 - 24/4/2024