تصفح التصنيف

من القلب الى القلب

على هامش مجزرة حلب: البحث عن «نوتة» للتاريخ!

قد لا تعرفونه..! قد لاتعرفونه، فقد غطى الدم وجهه، أنا أعرفه لأنه قال لي قبل أن يذهب إلى حلب آخر مرة: - لن أنقل أوراقي إلى جامعة دمشق مهما حصل؟ لن أشبع من دمشق أبداً.. ولكن لم أشبع من حلب أيضاً! قد لاتعرفونه، فقد رفض أن تشتري…

عند محطة الوقود: حكاية الشاب الذي يحب الدفء!

كان يشعر بالبرد أكثر من جميع الأصدقاء؟ كان يتعامل مع البرد وكأنه رجل مؤذٍ، فيقول:   أنتم لا تعرفونه مثلي... معه دبابيس يغرسها في كل الجسد، وفي القلب أحياناً، فتشعر بموت بطيء يبدأ في أطرافك، ويصل سريعاً إلى وجهك، ثم قلبك ..  كان…

«من وحي الشتاء الذي نعيشه»: كيف قاومت جدتي الوحش تلك الليلة المخيفة!

كنا صغاراً، وكان ذلك الشتاء الصعب استثنائياً، وكان ليله دوّامات من الثلج الكثيف تحجب الرؤية وتعيق سير المشاة والمارة، فلبست القرية ثوباً أبيض، لكن الحركة تعطلت فيها، ولم تعد الطرقات الضيقة تصلح للحركة، فقد غطى الثلج كل شيء! هجع…

حكاية الرجل العجوز الواقف في طابور الخبز!

عند الساعة السادسة صباحاً، توكأ الرجل العجوز، وذهب إلى الفرن. أخبروه أن الازدحام شديد، وأنه سيتعب ريثما يأتي دوره، فهز رأسه، وضحك ثم مضى إلى هدفه! في الطابور كان ثمة كثيرون قد سبقوه ووقفوا ينتظرون الدور، فراح يحكي لهم حكاية…

تصبحون على وطن!

وحدة الأرض السورية! مصطلح يفرض نفسه اليوم في حياتنا السياسية من باب القداسة والعزة والكرامة، وأيضاً من باب التاريخ الوطني في صفحاته الناصعة بالانتماء إلى أمة كبيرة تحمل رسالة إنسانية حضارية! وحدة الأرض السورية، هي جزء من العقيدة…

دوي الصفارات في الجانب الآخر!

كل الصحافة العربية اهتمت بصوت صافرات الإنذار في عدد من المدن الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس وتل أبيب. كان صدى تلك الصافرات مدوياً فالحدث كبير ومهم، وثمة حديث عن تاريخ جديد يكتب، وعبارات جديدة تفرض نفسها على ساحة الخبر السياسي العربي،…

هل سمعتم بـ (قرار تقسيم فلسطين)؟!

بعد التقرير الذي قدمته اللجنة الدولية المختصة بشؤون فلسطين والمكونة من أحد عشر عضواً، أوصت عام 1947بتأسيس دولتين على الأراضي الفلسطينية وتدويل منطقة القدس. وعندما نعود إلى نص قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي وافقت فيه على مشروع…

قصة الثغور.. وصقيع الأزهار المحروقة!

هل سمعتم بحكايات الأزهار المحروقة؟! ربما لم تسمعوا بها، إنها حكايات خرافية تتحدث عن الشياطين عندما تعجز عن إغواء الفلاحين بالشر؟ فماذا تفعل بهم؟ ببساطة تقوم الشياطين بحرق نباتاتهم وأزهارهم وبساتينهم بصقيع مفاجئ يحول أزهارها إلى قطع…

عندما نزلتُ فجراً إلى دمشق…!

نزلتُ فجراً إلى دمشق..كانت المدينة نائمة! هل شاهدتم دمشق وهي نائمة؟ تشبه فتاة صغيرة تعبت من اللعب، فنامت على كرسي. لكن دمشق لم تكن تلعب، ومع ذلك كانت مثل فتاة صغيرة تنام بأمان.. وحدها المآذن كانت تصنع جلبة في السماء لأنها تدعو الله…

تفاصيل الحنان الأخير.. لأم سورية!

لم تنس العصافير بعد يد أمي المفتوحة كل صباح ملأى بالقمح أو القنبس أو البرّيق أو أي طعام تتجمع من أجله العصافير.. تعرفها العصافير جيداً، لأنها أم سورية، وفي سورية تهدهد الأمهات أطفالهن بالغناء، ويغفون عند الفجر وهن يغنين لنا أن نحب…

«تحت وطأة قذائف الهاون»

لم تعد تصلني رسائل بالبريد العادي منذ أكثر من عشر سنين.. ومرة حاولت السؤال عن شراء طابع بريدي، فلم أجده إلا في مركز البريد، فكرت أن ذلك يعني أنه لم يعد لرسائل البريد ذاك الأثر الذي كانت تتركه في النفوس أيام زمان.. فماذا يكتب بعضنا لبعض…

الوزير… عندما يمر مرور الكرام!

ينظر القارئ باهتمام عندما يجد بين يديه كتاباً اشتغل عليه أحد المسؤولين في بلده، فكيف إذا كان الكتاب في الإعلام، وكيف إذا كان قد صدر في هذه الفترة، وكيف إذا كان قد توقف عند مصطلح الأزمة والإعلام؟! ذلك يعني أن هناك سعياً حثيثاً للوقوف…

السوري… وهو يجلس على ضفة نهر بردى!

وأنت تدخل إلى دمشق من جهاتها الأربع، تواجهك الحقيقة دفعة واحدة، فأنت في مدينة التاريخ، والتاريخ صورة حضارة، وأنت أمام إنسان سوري هو نموذج في التعاطي مع وطنه، لكنه بسيط طيب يحلم بطيوف حكايات يحبها.  من هنا تستقبلك ساحة الأمويين،…

المذيع الأول مهران يوسف… ينعى نفسه قبل الأوان!

تعرفتُ عليه قبل أكثر من ربع قرن.. كنا في كونترول الأخبار المصورة في التلفزيون العربي السوري في الطابق الأرضي، وكان هو من قرأ نشرة الأخبار، فاحتج على وضع صورة جريس نيريري بدلاً من صورة بوكاسا، والاثنان زعيمان إفريقيان معروفان. ولكنه…

آخر طيور الهضبة الأسيرة!

كلما وصلتُ إلى القنيطرة أو إلى أي أرض تشرف على هضبة الجولان المحتلة انتابتني مشاعر غريبة تكاد تدفعني للبكاء. وأنتم تعرفون جيداً أن البكاء حالة استثنائية، لايمكن أن يقوم الإنسان بها إلا في أقصى حالات القهر أو الحزن، وخاصة إذا كان مثلنا…

متحف الفنان أحمد المفتي!

عندما ظهرت محطة (نور الشام) الفضائية، وبدأت تبث برامجها، عرفت سريعاً أن الفنان المتعدد أحمد المفتي كان وراء الأفكار الفنية التي راحت تظهر عليها. فقد اعتمدت برامجها  الخط العربي هوية لها، علماً أن قسم الخط في التلفزيون العربي السوري وهو…

المسحراتي الوطني (فقدان الصوت الذي يوقظنا!)

في آخر يوم من أيام شهر رمضان المبارك، سنفتقد صوت المسحراتي، وعملياً نحن لسنا بحاجة إليه، فبإمكان كل منا أن يستخدم الجهاز الخلوي لإيقاظه، أو الهاتف العادي، أو حتى ساعة اليد، بل يمكن لمن بقي ساهراً أن يوقظ النائمين، لأن السحور كان بحدود…

مروان صواف.. والقمر عندما يغني!

كتب الإعلامي السوري الشهير مروان صواف على صفحته في موقع الفيس بوك يخبرنا أنه سيجري عملية القلب المفتوح للمرة الثالثة في الشارقة.. وبالطبع فإن مشاعر إنسان في لحظات كهذه ستكون مبررة عندما يتحدث عن أهله وأسرته وأحبته، فكيف إذا تحدث عن…

الإذاعة في رمضان!

لا أحد يشعر بمتعة أن يكون في الإذاعة في شهر رمضان المبارك، إلا إذا كان قد عاشها وتآلف معها سنة بعد سنة.. فالإذاعة تنبض كقلب كبير.. العاملون فيها يتوزعون في المكاتب والاستوديوهات والممرات وغرف المونتاج والمكساج والمراقبة، وكلها تتحرك في…

هوية الكرم والكرامة والشجاعة: الخبز السوري!

عندما تصل إلى خارج حدود بلدك سورية، فاسأل عن الخبز أولاً، ثم دع السبحة تدحرج حباتها، لتتعرف على بقية الأشياء. لايهم ما الذي ستحدثك عنه حبات السبحة، ولايهم ما الذي سيجعلك تتوقف عن المقارنة، فقصة الخبز هي قصة أخرى، أقل ما فيها أنها…

صاحبة الجلالة صحافتنا.. دعوة لنهضة صحفية تليق بنا!

بين فترة وأخرى نقرأ عن الصحافة السورية في صورة من صور تطورها. ومما قرأت عنها في الشهور التي مضت، ما أوردته الكتابات المنشورة في وسائل إعلامنا أن هذه الكتابات تؤرخ للصحافة السورية منذ ظهور أول صحيفة عام 1865 حتى العصر الحديث، وهي صورة…

عندما جرحني الدكتور غسان الرفاعي! «محاولة للوفاء»

جميل جداً أن يبحث القارئ عن كاتب يحبه، ليقرأ له كل جديد. ونحن كنا نفعل ذلك، سواء كان الكاتب محلياً أم عربياً، وحتى عالمياً.. فكثيرون من جيلنا كانوا يتابعون كتّاباً عرباً في الصحف أو بين الإصدارات الحديثة، وآخرون كانوا يهتمون بما يترجم…

حدث في صباح المدينة الآمن! «إبلاغ عن حادث سير»

أجمل الحركات التي يقوم بها طفل صغير، هي تلك التي يقوم بها عندما تضع عصفوراً صغيراً بين يديه، فيخاف الطفل أن يخنق العصفور، ويخاف العصفور أن يخاف الطفل منه، فيأتلف الاثنان في تعايش من نوع سحري في حضن آمن يتشكل من يدَيْ الطفل الصغيرتين…

لكي ننجو.. «الغزل على مغزل الأمل!»

فعلت الأزمة في سورية فعلها الكبير في النفوس، تركت الكثيرين يئنون تحت وطأتها، فما من مواطن سوري إلا شدت الأزمة الخناق على عنقه، وما من مواطن سوري إلا طرقت المأساة بابه بشكل أو بآخر! ومنهم من اشتكى، ومنهم من كفر، ومنهم من سار في دروب…
العدد 1104 - 24/4/2024