تصبحون على وطن!

وحدة الأرض السورية!

مصطلح يفرض نفسه اليوم في حياتنا السياسية من باب القداسة والعزة والكرامة، وأيضاً من باب التاريخ الوطني في صفحاته الناصعة بالانتماء إلى أمة كبيرة تحمل رسالة إنسانية حضارية!

وحدة الأرض السورية، هي جزء من العقيدة الوطنية السورية، وهي في صلب وطنية كل طرح سياسي لمواطني سورية يجري تأكيده باستمرار، وهو أمر لايحتاج إلى استفتاء أو سؤال أو حتى استفسار!

فإذا كانت الذاكرة الوطنية السورية تستعيد من ماضيها أهم المواقف المتعلقة بالانتماء إلى وطن وأمة، فإنها تستعيد الكثير من المؤامرات التي اشتغل عليها الاستعماريون لتشويه قداسة وحدة الأرض والتاريخ والانتماء.

تستعيد ذاكرتنا مؤامرة سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا في أبشع صور المؤامرة التي رسمت للمشرق العربي.. تستعيدها بغضب واستنكار لتلك الاتفاقية التي مزقت المشرق العربي إلى خرائط أضعفته وجعلته سهل السيطرة عليه ضعيفاً أمام المؤامرات التالية. وإذا كانت هذه الذاكرة تستعيد قرار تقسيم فلسطين عام 1947 بالغضب نفسه والاستنكار نفسه، فذلك لأنه قرار بصنع كيان صهيوني بغيض ومعتدٍ ومغتصب على الخريطة العربية. وإذا كنا نستعيد مؤامرة سلخ لواء إسكندرون قبل خمسة وسبعين عاماً من يومنا هذا بعنفوان أصحاب الأرض السليبة، فإن من قمة الوطنية والقومية اليوم أن ندافع بحزم عن قداسة الأرض السورية ووحدتها!

قداسة الأرض السورية لاتهم السوريين وحدهم، بل تهم كل عربي من مشرق الوطن العربي إلى مغربه، وفي وجدان كل عربي صورة من المأساة نتجت عن التجزئة والاغتصاب والتقسيم والإذعان لخطط باتت معروفة الأهداف، فحملت الأنظمة العربية الرسمية وقتها عار الصمت على ما كان يحصل في الماضي، واستمرت تحمل العار إلى اليوم، فكيف هي حال أنظمة هذه الأيام، وهي لم تعد شاهدة صامتة فحسب.. بل ومتورطة أيضاً!

ما الذي يرسم لهذه المنطقة اليوم؟!

هل تأخذنا صفحات التاريخ إلى تلك المؤامرات التي مرت على هذا الصعيد؟!

هل العرب أمام تفاصيل امتحان جديد؟

هل سيصمتون على عار جريمة يجري العمل لتنفيذها..؟

قداسة الأرض السورية، واحدة من أهم مرتكزات الهوية الوطنية للإنسان السوري، مثلما هي واحدة من مرتكزات الهوية القومية للإنسان العربي، ويجمع السوري والعربي دم واحد يهدر هذه الأيام تحت سمع العالم وبصره.

العدد 1104 - 24/4/2024