صاحبة الجلالة صحافتنا.. دعوة لنهضة صحفية تليق بنا!

بين فترة وأخرى نقرأ عن الصحافة السورية في صورة من صور تطورها. ومما قرأت عنها في الشهور التي مضت، ما أوردته الكتابات المنشورة في وسائل إعلامنا أن هذه الكتابات تؤرخ للصحافة السورية منذ ظهور أول صحيفة عام 1865 حتى العصر الحديث، وهي صورة مضيئة من التاريخ الحضاري للسوريين عبر تاريخهم الطويل!

ويمكن التدقيق في بعض المعطيات التي تقول: إن صحف دمشق في عهد حكومة الاستقلال الأولى، كانت خمس عشرة صحيفة، من بينها: (البعث، دمشق، العرب، الشعب،  الوحدة،  العربية، صوت الشعب)، إضافة إلى عشر مجلات من بينها (المرأة،  الكاتب العربي،  المعلم العربي،  الجندي، اليقظة، المعرفة).. وقالت الدراسة: إن معظم هذه الصحف كانت تنطق بلسان الأحزاب التي تمثلها.

هذا يعني أننا عريقون في صنعة الصحافة، والعراقة هنا مرهونة بظروف المرحلة التي كانت تمر فيها تلك الصحف، وماتنشره من سياسات تمس جوهر الحياة السياسية والوطنية في سورية!

ولا أخفيكم، فقد انتقيت نماذج أسماء الصحف التي مرت قبل قليل، لأشير إلى أن سورية كانت على الدوام الحضن الدافئ لكل ما يتعلق بالانتماء العربي والأصالة العربية. ويمكن ملاحظة حجم الكتابات المنشورة في ذلك الوقت وعددها ونوعيتها حول هذا الموضوع، بالعودة إلى تلك الدراسات المنشورة وإلى أرشيف الصحف نفسها!

واليوم.. لم تعد سورية بحاجة إلى شهادة أحد حول موقف شعبها الوطني، وأصالة انتمائه إلى الحضارة والحوار والثقافة، هذه الأصالة في وجدان الأمة التي تتعرض باستمرار لهجمات اقتلاع وتشويه لاتتوقف تحت مختلف الشعارات!

المهم، نحن بحاجة هذه الأيام إلى النبض الصحفي نفسه الذي عرفته سورية على مر الأيام، وخاصة أن ثمة قانوناً جديداً للإعلام قد صدر، وقد حصّن هذا القانون الصحافة من عاديات الدهر، كما استُفتي الشعب على دستور جديد أعطى سورية أدوات تشريعية جديدة يمكن بوساطتها تفعيل نشاطنا الصحفي على النحو الذي نريده في صورة سورية التي نراها!

نعم هي دعوة..

دعوة سامية لصاحبة الجلالة الصحافة السورية لتنهض من جديد، وتنضم إلى الصحافة القائمة في عملية إعلامية قد تبدو اليوم على غاية الأهمية، وخاصة إذا علمنا أن الإعلام في هذا العصر هو واحد من أهم أسلحة الحضارة والحوار والتثاقف، وهذا مايصبو إليه الشعب السوري منذ فجر التاريخ!

العدد 1105 - 01/5/2024