قصة الثغور.. وصقيع الأزهار المحروقة!

هل سمعتم بحكايات الأزهار المحروقة؟!

ربما لم تسمعوا بها، إنها حكايات خرافية تتحدث عن الشياطين عندما تعجز عن إغواء الفلاحين بالشر؟ فماذا تفعل بهم؟ ببساطة تقوم الشياطين بحرق نباتاتهم وأزهارهم وبساتينهم بصقيع مفاجئ يحول أزهارها إلى قطع من الفحم!

وتسمى هذه الحالة لعنة الشياطين. والشياطين بطبيعة الحال ملعونة، ولكن هل يكفي أن نصفها باللعنة، ونتوقف؟

إن كل شيء من حولنا يحترق.

تحترق الأزهار والأشجار والبساتين والكتب واللوحات والذاكرة والانتماء، لايبقى إلا شيء واحد غريب جداً يتم العمل على تغذيته هو (الحقد والكراهية). والغريب أن هذا الشيء الباقي هو ماتدافع عنه تلك الأصوات القادمة من حولنا!

فهل هو جزء من اللعنة؟!

حزينة هي سورية، وهي تتلقى كل يوم لعنات الشياطين الذين يريدون إحراق الأخضر واليابس؟ حزينة هي سورية تقدم الخير للجميع من حولها، تعطيهم بسخاء، وتحمل وزر التاريخ عنهم، ثم لايقابلونها بالمعروف المماثل!

هل خطرت في بال زعيم عربي أن يقلب المحطات، ويتوقف عند الخبر السوري، هل لاحظ الزعماء العرب أن الخبر السوري هو صورة عن فجيعة الأمة كلها، وهم يعرفون جيداً أنه إذا كانت سورية بخير فهم بألف خير؟!

هل قرأ العرب جميعاً التاريخ جيداً؟ هل سمعوا بقصة الثغور، وصمودها في الدولة العربية الإسلامية عبر الأيام الصعبة؟ هل خطرت لهم فكرة أن يعودوا إلى التاريخ ليعرفوا أنه إذا سقطت دمشق فإن الدول العربية تنهار تباعاً، مثل أحجار الدومينو!

لابأس من وقفة عند الثغور، وليس عيباً أن نقرأ ونسمع : فيقصد بها منطقة الحصون التى بنيت على تخوم الشام والجزيرة لصدّ غزوات الروم، وتبدأ منطقة الثغور هذه من طرسوس فى كليكيا، وتمتد فى طول البلاد حتى ملطية ثم الفرات، وكانت مهمتها حماية إقليم العواصم الممتد على طول الحدود من غارات الأعداء.

وقد فرّق الجغرافيون بين الثغور الشامية وثغور الجزيرة عن طريق تقسيمها إلى ثغور عربية وأخرى شامية.

ويقصد بالجزيرة: المنطقة الشمالية الخصبة بين (دجلة والفرات) وتمتد إلى منطقة الدروب عند سلاسل جبال طوروس، كما تمتد إلى الجبال الفارسية. وقد كثر سكان العرب في هذه المنطقة قبل الإسلام، ووجدت فيها قبائل وديار ربيعة ومضر وبكر..

إذاً، لابد من العودة إلى حكاية الأزهار المحروقة، وتعريف الثغور في التاريخ العربي، والبقية عندكم!

العدد 1104 - 24/4/2024