لكي ننجو.. «الغزل على مغزل الأمل!»

فعلت الأزمة في سورية فعلها الكبير في النفوس، تركت الكثيرين يئنون تحت وطأتها، فما من مواطن سوري إلا شدت الأزمة الخناق على عنقه، وما من مواطن سوري إلا طرقت المأساة بابه بشكل أو بآخر!

ومنهم من اشتكى، ومنهم من كفر، ومنهم من سار في دروب لا توصل إلى مكان، ولكن كان هناك من أوقف نفسه للمأساة على أنها محنة يجب أن نتغلب عليها، فلابد لكي تتعايش مع المحنة من أن تتغلب على آثارها في النفس!

هذا الكلام في عمومياته يعني الكثير، وكل منا يعرف تفصيلاً يتعلق به وبما حصل معه أو مع القريبين منه، وفي تجاربنا نستعيد محناً كثيرة مرت بنا، ومع ذلك لابد من القول إن المحنة التي تعيشها سورية الآن هي واحدة من أخطر المحن في تاريخها!

رغم كل ذلك، ثمة من يحاول إشعال عود ثقاب وسط العتمة. هناك أعواد ثقاب يكاد الناس لا يرونها، وهناك أعواد ثقاب تترك أثراً، وآخر عود ثقاب شاهدته، هو أن الناس بدؤوا يخرجون ليتنفسوا في الطبيعة، وخاصة في الأماكن البعيدة عن الاشتعالات الأمنية!

ومن أعواد الثقاب التي توهجت:

* أن يقوم بعض المَسْرحيين بإطلاق مسرحية على خشبة المسرح يحضرها كثيرون رغم مصاعبهم!

* أن يقوم بعض الكتاب بحفل توقيع كتاب أو ديوان شعر، وهنا تبدو المسألة على غاية الأهمية، فهل بقي من يقرأ تحت ضغوط هذه الأزمة؟!

* أن يقوم أحد المخرجين بتصوير فيلم كامل على هاتفه المحمول!

* أن يقوم بعض الأصدقاء بإنشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لافتة ومشرقة بروحية الحوار وحب الوطن.

* انتشار أنواع من الكتابات القصيرة تشبه تغريدات (التويتر) تتعلق بأحاسيس من يكتبها، ويتم التعليق عليها والتفاعل معها عبر صفحات الفيس بوك.

* نقل المقالات المنشورة في الصحف إلى مختلف صفحات الإنترنت وتبادلها بين المواقع.

ألا يبدو ذلك نوعاً من الغزل على مغزل الأمل والحياة، إن هذا المغزل كفيل بأن نشتغل عليه جميعا، لننجو.

أتتصورون معي معنى كلمة (ننجو) هذه الأيام؟!

العدد 1105 - 01/5/2024