ألوان قوس قزح وكسّار الزبادي!

Normal
0

false
false
false

EN-US
X-NONE
AR-SA

MicrosoftInternetExplorer4

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Table Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}

شغلتنا ألوان قوس قزح كثيراً مذ كنا صغاراً، وعندما ندقق أكثر نتذكر أن قوس قزح وكسّار الزبادي كانا هاجسين هامين من الهواجس الكثيرة للأطفال!

كنا نسأل: (هل يمكن المرور تحت قوس قزح؟ وكان الجواب لايمكن أبداً، ومن يمر من تحته يدخل الجنة)!

وكان الأطفال يحلمون أن يمروا من تحت قوس قزح، فيذهبون إلى الجنة، وهناك يلعبون مع الملائكة والعصافير والحمام، ويعبثون بمياه طيبة عطرة لايغرقون فيها أبداً!

وكنا نسأل أيضاً: (هل يمكن أن نضع كسار الزبادي في وعاء زجاجي دون أن ينكسر؟!)

وكنا نخاف أن نفعل ذلك، كي لا يقوم كسار الزبادي بتحطيم وعاء الزجاج. ولمن لا يعرف كسار الزبادي، فهو عبارة عن مجموعة أوبار خفيفة تتجمع في مركز متماسك، وتتطاير في البراري ، أما عن وزنها فيكفي أن تنفخ نحوها لتطير في الهواء!

أكثر ما كان يدهشنا في ألوان الطيف الشمسي أي قوس قزح أنها متماسكة، لايبدو جمالها إلا إذا تآلفت بعضها مع بعض، ولو أننا أخذنا كل لون على حدة لما كان هذا اللون يقدر على تشكيل الجمال الأخاذ الذي كان يشكله مع الآخرين. وقد تعلمنا أن بلادنا مثل قوس قزح، ملونة جميلة بطيفها الرائع، لا يمكن لأحد أن يخترقها أبداً.. ولكنها إذا تفرقت تبدو ضعيفة واهنة مثل كسار الزبادي!

لاحظوا المفارقة الكبرى: جمال قوس قزح، ووهن كسار الزبادي.. إنها مفارقة قادرة على إشعال التفكير في عقولنا وقد كبرنا، وصرنا نعرف معنى تشكل قوس المطر كما يسميه الإنكليز (رين بو)، ونعرف أن ضوء الشمس هو الذي يكشف ألوانه الساحرة!

أما وهن كسار الزبادي، فله قصة أخرى، حكاها جدي ذات يوم، فقال: اسمع يا ابني.. أتعرف لماذا يسمونه (كسار الزبادي)؟ قلت له: لا، ياجدي.

قال جدي، وقد حنى ظهره، وشاب رأسه، وتدلت لحيته، وعركته الحياة خلال عشرات سنين مرت من عمره:

– سموه كسار الزبادي للمسخرة عليه لأنه ضعيف!

ذلك حالنا عندما نتفرق!

وعلَّمني جدي بيت شعر يقول:

كونوا جميعاً يا بَنِيَّ إذا اعترى

خطبٌ ولا تتفرقوا آحادا

تأبى الرماحُ إذا اجتمعْنَ تكسُّراً

وإذا افترقْنَ تكسَّرَتْ أفرادا