مروان صواف.. والقمر عندما يغني!

كتب الإعلامي السوري الشهير مروان صواف على صفحته في موقع الفيس بوك يخبرنا أنه سيجري عملية القلب المفتوح للمرة الثالثة في الشارقة.. وبالطبع فإن مشاعر إنسان في لحظات كهذه ستكون مبررة عندما يتحدث عن أهله وأسرته وأحبته، فكيف إذا تحدث عن وطنه!

كانت سورية هاجس مروان صواف في تلك العبارات التي كتبها وهو يُحضّر نفسه للعملية الصعبة. وسورية في القلب دائماً لكل كاتب وصحفي ومبدع وسياسي سوري. ولهذا عندما يكون القلب في خطر، فإن أول مايفعل صاحبه هو أن يطمئن على مافيه، فهل اطمأن مروان على سورية؟!

نعم.. كان يطمئن على سورية والعرب!

يا لعظمة سورية!

يا لعظمة البلاد، وهي تقاوم المخرز بعيونها وعيون أبنائها! يا لعظمة سورية وهي تقوم وتقعد تحت وطأة النيران المشتعلة فيها ولا تلهث أبداً ولا تئن أبداً! يا لعظمة الوطن الذي نكتب عنه وهو يكابر وسط المحنة بإرادة أسطورية نادرة!

خرج مروان صواف بالسلامة من العملية الخطرة الثالثة في القلب، بل إن خبر نجاح العملية وصل سريعاً من مكان إقامته في الشارقة، التي أمضى فيها سنوات الحقبة الأخيرة من عمره والتي تزيد على عشر سنوات بعد أن ترك التلفزيون العربي السوري وبرنامجه الشهير (إذا غنى القمر)!

لا أعرف إذا كنت أبالغ أنني شعرت بالأمل، بأن سورية ستخرج أيضاً معافاة وسريعاً من المحنة التي تعيش فيها، وتذكرت برنامجه التلفزيوني الشهير (إذا غنى القمر)، وتذكرت برنامجه الإذاعي الرائد: (سورية اليوم).. وبين سورية والقمر حكايات لايعرفها إلا مروان صواف والعاشقون لسورية!

سأحكي واحدة منها، وهي حكاية سورية والعرب، فنحن السوريين لايمكننا أن نعيش دون أن نفكر بالعرب ومصلحة العرب ووحدة العرب، فما بالكم بمروان صواف القومي حتى العظم، وهو يحكي عن سورية والوحدة والقومية العربية، وهو يدخل غرفة العمليات لمعالجة أهم جزء في جسده هو القلب.

ومروان صواف يعرف الرموز جيداً، وإلا ماكان كتب عن سورية والعرب وقلبه النابض في تموز، إذ يحتفل السوريون، كما المصريون،  بالثالث والعشرين منه، ذلك اليوم الذي صنع تجربة قومية استهدفها الأعداء منذ أن قامت حتى اليوم، وحتى بعد أن توفي صاحبها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر!

سلامة سورية، وسلامة مصر، وسلامة قلب الإعلامي السوري مروان صواف الذي يعرف جيداً أن قلبه لاينسى ذلك حتى في اللحظات الصعبة!

العدد 1105 - 01/5/2024