الوزير… عندما يمر مرور الكرام!

ينظر القارئ باهتمام عندما يجد بين يديه كتاباً اشتغل عليه أحد المسؤولين في بلده، فكيف إذا كان الكتاب في الإعلام، وكيف إذا كان قد صدر في هذه الفترة، وكيف إذا كان قد توقف عند مصطلح الأزمة والإعلام؟!

ذلك يعني أن هناك سعياً حثيثاً للوقوف عند معطيات العصر والحياة، ومحاكاة الواقع بعلم نحتاج إليه.. وقد قامت وزارة الثقافة قبل أسابيع بإصدار كتاب بعنوان (الإعلام، أدوار وإمبراطوريات)، وهو من تأليف الدكتور هزوان الوز، الذي يشغل موقعاً على غاية الأهمية هو موقع وزير التربية!

ثلاث نقاط إيجابية يمكن الوقوف عندها، ونقطتان سلبيتان يمكن التنبيه إليهما، على هامش الحديث عن هذا الكتاب (البحث):

النقطة الأولى، من النقاط الثلاث، هي توقف الكتاب عند دور الإعلام في صياغة عقول الجمهور والناشئة، وضرورة تحصين المجتمع من تأثيراته السلبية.

والنقطة الثانية هي اتهام وسائل الإعلام في القرن الحادي والعشرين بأنها تفبرك الواقع أكثر مما تقدمه وتنقله للجمهور.

والنقطة الثالثة، هي مهمة في سياق البحث عن الإعلام ومصداقيته، وفيها نتعرف على سمات الصحافة الموضوعية، أي الفصل بين الحقيقة والرأي والعرض المتوازن للمناقشة، إضافة إلى صحة البيانات الصحفية وشرعيتها بإسنادها إلى مصادر موثوق بها!

أما النقطتان السلبيتان، فهما أولاً: ابتعاد الدكتور هزوان الوز كباحث عن محاكاة التجربة السورية في الإعلام بشكل عام، وإعلام الأزمة الراهنة بشكل خاص، واعتبار البحث مستنداً منهجياً لهذه المحاكاة. وثانياً: عدم التطرق إلى قانون الإعلام الجديد 2011 وتعليماته التنفيذية، وإنشاء المجلس الوطني للإعلام، وكان يمكن إضافة ملحق عن الإعلام في الدستور الجديد!

هذا يعني أن الحديث (براني)، لا يهدف إلى وضع الإصبع على الجروح، بل إنه ينأى بالنفس عن النفس، ويلجأ لتحديد أطر عامة يمكن النقاش حولها. فيما نحن بأمس الحاجة إلى تشخيص فعلي لأداء الإعلام الوطني في مرحلة الانتقال إلى سورية الجديدة القوية المعافاة من مرض الأزمة التي عاشها الشعب السوري في السنتين الأخيرتين.

لكن ثمة نقطة على غاية من الأهمية يمكن أن تشعر المواطن بالاطمئنان، والقارئ براحة البال، وهي أن المسؤول، وهو هنا وزير التربية، يقوم بالبحث في واحدة من أهم المسائل الاجتماعية أهمية في عصرنا الحالي، أي الإعلام.

وهنا، هل يمكن القول إن المسؤول ينبغي عليه طرح مايملكه من أدوات البحث على مائدة الحكومة عندما يجري الحديث عن دور الإعلام في المرحلة القادمة!

العدد 1104 - 24/4/2024