من القلب إلى القلب | رسالة مفتوحة إلى قناة (لنا) السورية!
عماد نداف:
لا أريد أن أرسل رسالتي هذه إلى مموّل قناة (لنا)، وهو شخصية عامة معروفة، ولكن أريد أن أطرح مجموعة أفكار هامة، سأحاول أن تكون من باب النقد، وليس من باب التجريح، فالإعلام السوري يحتاج فعلياً إلى وقفة جدية، فهو إعلام منهك نتيجة الحرب التي وقعت على البلاد، وقناتا (لنا) اللتان تبثان من بيروت، أسعدتا السوريين بظهور إعلام خاص، يضاف إلى قناة (سما/ الدنيا سابقاً)، ويحاول صياغة رأي عام وطني نحن بأمس الحاجة إليه.
وكان من المفيد أولاً، المقارنة بين حجم موازنات القنوات السورية، للوصول إلى نتائج دقيقة، ولكن الأرقام ليست واضحة وغير متوفرة، فما يصرف على قناتي (لنا)، قادر على إطلاق 5 أو 6 قنوات سورية بقوة قناة سما، وأقوى من البث الذي نراه على القناتين المذكورتين:
أولاً_ نحن بحاجة إلى تشغيل جيش من الإعلاميين العاطلين عن العمل في البلاد، مع أخذ العلم بأن خريجي الإعلام عاطلون عن العمل بنسبة كبيرة قد تصل إلى 90%، إضافة إلى أن هناك تضخماً في حجم العاملين في الإعلام السوري، وهي مشكلة واجهت الحكومة السورية ولم تتمكن من حلها.
ثانياً_ الإعلام الرسمي غير قادر على استيعاب ما لديه من عاملين، فكيف هو الحال بالجيل الجديد من الإعلاميين الشباب، وإلى أين يتجه؟!
ثالثاً_ إن سياسة قناة (لنا) وقناة (لنا+)، ليست بعيدة عن السياسة السورية، وهي متطابقة مع هذه السياسة (الرسمية) بنسبة 80% إن لم يكن أكثر.
رابعاً_ إن الاعتماد على النجوم في البناء البرامجي التي تبثه هاتان القناتان لم يتمكن من منافسة القنوات العربية رغم اعتمادهما على مقدمي برامج من الزملاء اللبنانيين، مع ملاحظة أن هؤلاء عجزوا عن منافسة برامجهم نفسها التي اشتهروا بها في القنوات اللبنانية الشهيرة.
رابعاً_ إن أجر كل نجم من هؤلاء يعادل تكلفة مجموع مقدمي البرامج في الأقنية الرسمية وقناة سما، مع ملاحظة أن أجورهم بالدولار، وأجر السوريين هنا بالليرة السورية.
خامساً_ أثبت الإعلامي السوري المهاجر وغير المهاجر أن بإمكانه الارتقاء بعمله إلى سوية المنافسة فيما لو قدمت له وسائل نجاحه، (ثمة أمثلة كثيرة)، وأذكر هنا أن برنامج (مساؤكم باسم) الذي قدمه الفنان باسم ياخور، على شاشة الفضائية السورية، قبل أكثر من عشر سنوات فاز بأفضل برنامج منوعات عربي، وتكلفة شهر كامل من البث اليومي لهذا البرنامج، مع جوائزه، لا تصل إلى أجر مقدِّم برامج واحد من الزملاء اللبنانيين.
سادساً_ إن الفنان السوري نجح بتقديم برامج منوعة وترفيهية على القنوات العربية أكثر من الآخرين، وأذكر أن الفنان الراحل نور الشريف قال بصراحة إنه لم يتمكن من منافسة الفنان السوري أيمن زيدان في خلافته لبرنامج (وزنك ذهب) على إحدى القنوات العربية.
سابعاً_ إذا كان الاحتجاج بالرقابة، فإن الفن الدرامي السوري كسر كل رتابة الرقابة الرسمية وأنشأ فنّاً جريئاً لا يضاهى في نقده، راحت المحطات العربية تتبنّاه.
على هذا الأساس أجد من الضروري العمل على نقل هذا الثقل التلفزيوني المهاجر من مهجره إلى سورية، وفتح المجال أمام الطاقات السورية للعمل بإبداع يليق بهم، مع كل الاحترام للعاملين اللبنانيين في هاتين القناتين ومع دعوتهم ليكونوا معنا هنا في سورية. وكما كان من حق الدراما اللبنانية أن تعتمد على النجم السوري، فإن من حق المحطات السورية أن تعتمد على مهارة المقدمين اللبنانيين، وهذا ليس عيباً.
بقيت ملاحظة على غاية الأهمية، وهي تعني أصحاب القرار الإعلامي السوري، فمن الممكن تقديم تسهيلات لعودة هاتين القناتين إلى سورية وأن تقوما بالبث من المنطقة الحرة، كما هو حال قناة سما، التي قال السيد عماد سارة (وزير الإعلام نفسه) قبل أسابيع إن قناة سما لا تخضع لرقابة وزارة الإعلام لأنها تبث من المنطقة الحرة، وهذا يعني أن الباب ليس موصداً أبداً أمام هذه الخطوة.
هذه الرسالة الموجزة يمكن أن تعبر عن طموح الإعلاميين السوريين والفنانين أيضاً (لأنها ستتابع حل واحدة من مشاكل تسويق الدراما المحلية)، وهذا الطموح مشروع وسنوضح أكثر في هذا الإطار عند الحاجة.