دوي الصفارات في الجانب الآخر!

كل الصحافة العربية اهتمت بصوت صافرات الإنذار في عدد من المدن الفلسطينية المحتلة، وخاصة القدس وتل أبيب. كان صدى تلك الصافرات مدوياً فالحدث كبير ومهم، وثمة حديث عن تاريخ جديد يكتب، وعبارات جديدة تفرض نفسها على ساحة الخبر السياسي العربي، وخاصة على صعيد الصراع العربي  الإسرائيلي.

نعم، دب الخوف في أوصال الإسرائيليين تحت وطأة الصواريخ الفلسطينية التي اخترقت القبة الحديدية، نعم و قال موقع (يديعوت أحرونوت) العبري إن رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو كان داخل مقر القيادة العامة للجيش (هكرياه) خلال قصف مدينة تل أبيب، واضطر للهرب برفقة مساعديه إلى أحد الملاجئ المحصنة داخل المقر.

نعم، وبعد ساعات من إعلان وزير الحربية الصهيوني إيهود باراك عن تدمير صواريخ (فجر) الفلسطينية، أطلق الفلسطينيون النسخة المطورة من الصاروخ والتي تحمل اسم (فجر 5) ويتخطى مداها 70 كيلومتراً بحيث استطاعت الوصول إلى تل أبيب.

هذا يعني أن مصداقية المقاومة تثبت جدواها من جديد، أثبتت جدواها في أكثر من منعطف عربي، وأكثر من زمن عربي، ويوم اندلعت حرب تموز بين المقاومة وإسرائيل عام 2006 جرى حديث مماثل.

أطلقت صفارات الإنذار في المدن الفلسطينية المحتلة، وجرى حديث عن تاريخ جديد يكتب، وعن عبارات جديدة في الخبر السياسي العربي.. دب الخوف في أوصال الإسرائيليين، وفرّ وزير الحرب الإسرائيلي إلى مخبأ قريب.

ويوم وقعت معركة الكرامة في آذار 1968 في الأردن، جرى حديث مماثل، ويوم قامت حرب تشرين 1973 انشغل بها المحللون العرب والأجانب، إذ أعطت درساً تاريخياً جديداً للعالم بأن العرب قادرون على الحرب والتحرير.

كل هذا حصل، لكن ينبغي أن نسمع الصفارات في الجانب الآخر، أي  عندنا.. عندنا نحن العرب.. فلم يسمع أحد صفارات الإنذار في العواصم العربية.. صفارات الإنذار مما يرسم للمنطقة العربية كلها، ومن بينها جبهة المقاومة، لا بل مبدأ المقاومة نفسه!

هل انتبهت الصحافة العربية إلى أن أردأ حال عربي يمر الآن بالأمة العربية، إذ يتآمر العرب على العرب، والمهزومون على المنتصرين، والمخادعون على الأوفياء.

لم تسمع صفارات الإنذار بعد؟ هذه هي الصفارات التي تعطى معنى لإنجازات المقاومة  في جبهتها العريضة، وإلا فنحن في خطر!

العدد 1104 - 24/4/2024