تصفح الوسم

غزل حسين المصطفى

طفولة أميّة بالمطلق

غزل حسين المصطفى:                                                                     كنتُ أمشي على عجلٍ دون أن أُعطي انتباهي للمحيط، ورغم ذلك شدّتني صورته واقفاً على سور المخبز الآلي للمنطقة، وكما يُقال بالعامية (طوله شبرين ونص). نعم،…

صغيرتي غدت أنثى ناضجة

غزل حسين مصطفى: جنى أو(جوجو) صغيرتي التي أحب، كانت محطَّ اهتمامي منذ بداية رحلتها في الحياة، فقد أصبحت فرداً من أفراد أسرتي، بحكم أنها وعائلتها يقطنون في المنزل المجاور لنا. ما إن بدأت تُدرك الحياة وتلتقط الأشياء حتى علّمتها مسك…

ذاكرةٌ مدرسيّة ومطلب أساسي

غزل حسين المصطفى: ... ولأنّني خريفيّة التكوين وتشرينيّة النّفس، ترقص روحي طربة أمام هيبة الخريف والورق الأصفر، وعلى الرغم من كون أيلول شهر افتتاح المدارس والعودة للمقاعد الدّراسية، تبقى أجمل الذكريات بين ثناياه. وبعد أن أصبحتُ…

أجنحة غير قابلة للتقليم

غزل حسين المصطفى: طولي دائماً كان يفوق كلَّ أقراني، فالموضوع يعود للوراثة وليس من اختياري، وعلى الرغم من ذلك بقيت أسمع التعليقات التي كانت تجرحني كطفلة يُخدش فيها ثقتها بأنوثتها. الفكرة أنني لم أكن بعد قد قرأت نفسي ولا تعلمت كيف أكون…

غربـال اقتصادي

غزل حسين المصطفى: وحدها أم الشهيد قد ترى العيد ضيفاً ثقيلاً غير مُرحّبٍ بقدومه، فضلعٌ من ضلوعها غُيّب وجهه في التراب، وقنديلها بلا فتيل. ليست وحدها، ولكن جرحها بالنسبة لي قد يكون الأعظم، وكذلك كل من فقد يخال في وجه العيد بؤساً دفيناً أو…

عبوديٌة غيرُ مُعلنة

غزل حسين المصطفى:  عبودية غير مُعلنة وتجارة بشرية (على المكشوف) تستتر خلف قناع الأزمات والحرب. إن كانت أسواق النخاسة غير مُحدّدة الموقع جغرافياً فهل نُعلن انقضاء زمانها؟ مفاهيم يتمُّ التلاعب بها ليرضى ضمير المعني! يوسف قد بيع يوماً…

صراع السعادة والحياة

غزل حسين المصطفى:  - لم أرَ يوماً أحداً يرقص مع مقص. نعم، كان يرقص بأصابعه مع مقصاته الحديدية تلك، لم أقبل مغادرة دُكّانه الصغير، وقفتُ أراقبه، أكادُ أُقسِمُ إن نظاراته السميكة تلك لم تعد تصلح لتكون عوناً له، لكن إنجازه يحدث عن إتقان لا…

عهدٌ أبديٌّ كاذب

غزل حسين المصطفى:  عهدٌ أبدي قطعته على نفسها وقالت: سأكون إلى جانبك مدى الحياة، أشدُّ ساعدك، أعيد رسم كُحلك بعد كل ليلة عاصفة بالبكاء المرّ، أتدركين ماذا يعني أن يكون هذا الطريق شاهد على كل خطوة قطعناها معاً؟ سنُسميه كما يحلو لنا.…

أنثى بكل المعايير

غزل حسين المصطفى:  ورغم أن بعض الحناجر تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة في سباقها مع الزمن، تُنادي بكل ما ملكت من قوة حتى يصير الصوت مسموعاً، وتتشابك الأيادي لتُفتح النوافذ لأراوح أنثوية تعيش في قفصٍ حديدي تُمنع عن أبسط حقوقها وتستغيث، هناك…

من رسم لنا المسار؟

غزل حسين المصطفى: بعد أن وضع آلته الموسيقيّة جانباً نظر إليّ قائلاً: أتُدركين ماذا يعني أن تُكبّلي نسراً بأصفادٍ حديديّة وتجعليه يسير على الأرض مُرغماً طائعاً في خطٍ مستقيم دون أن يُدرك ماهيتهُ وتكوينه!؟ أتُدركين ماذا يعني أن تعيشي…

الخلاف لا يفسد للود قضية

غزل حسين المصطفى:  محاضرة النثر الأندلسي/ مناظرة السيف والقلم كان مجمل الحديث لسطور عدّة قرأتها وتقول إن كلّ واحد منهما أراد أن يُظهر للآخر أهميته وتفوقه ولزوم أن يكون هو المُسيطر والمُتحكّم. يطول الحديث بينهما والدلائل والبراهين تُشهر…

على عتبات التجارب الامتحانية

غزل حسين المصطفى:  في الأيام القليلة الماضية انتشرت صورة لأب يقف إلى جانب ابنته قُبيل دخولها إلى مركزها الامتحاني، وأيّ شخص يُمعن النظر في تلك الصورة يُدرك مقدار توتّر تلك الطالبة حتى أن جميع أغراضها كانت مع والدها، رأسها منخفض وملامح…

واقع طفولة نخجل أن يذكره تاريخ

غزل حسين المصطفى:  (تعالي خدي شمّة!) أدهشها الموقف واقتربت تُحدّثه وتنصحه، لم تحملها إنسانيتها ومبادئها أن تتركه وتمشي ظنّاً أنه يشمُّ الشعلة إلى أن باغتت أنفاسها الرائحة، إنها رائحة بنزين ونحن في غمرة أزمة حقيقية تُجاهد الأنفس…

ثأري

غزل حسين المصطفى: كان جسدي، يومئذٍ، وكأنه في قبضة أحدهم تُكوّر مثل ورقة صفراء تالفة، حتّى أضلاع القفص الصدري كانت تُعجن مع قلبي، سمعت صوت تَكسُّرها واحدة تلو الأخرى، وفقرات ظهري لم تسلم فقد دخلت غمار معركة الطحن!! لا أدري ما إن بقي في…

تجارب شبابية

غزل حسين المصطفى:  في مقالٍ سابق لي تمحور حول فيلم قصير ضمن سلسلة أفلام قصيرة بكل تفاصيل تنبض منها باسم شاب (كتابة، إخراج، تمثيل ...الخ). ربما كانت بعض الرسائل مُكررة وأخرى نسمعها في كل صباح ضمن قائمة التوجيهات الأبوية لنا، ولا يخلو…

على أطلال بطل

غزل حسين المصطفى:  شعرت بأن شيئاً ما يُمسك بيدي ويشدُّ دفاتري، في البداية اعتقدت أنه وهم نتيجة لشرودي، ذلك أن شبح الامتحان يُسيطر عليّ، فهو هناك على بعد شهر واحد يُعدُّ عدَّته لنا وأنا أقف هنا أنتظر حافلة تقلني لمنزل وسط أزمة مواصلات…

أنا أنثى.. وجعبتي حديدية

غزل حسين المصطفى:   (كل بنت بتخلق حلمها... تشوف الأبيض عَ جسمها) جملة في أغنية شبابية حديثة تَنزل على مسمعي وكأنها حمم بركان، بغضّ النظر عن الرؤية الفنية، ولكن عوّلنا يوماً ما على الفن ليحمل رسالة ويقدمها للمجتمع، أردنا أن يساعدنا لا…

تـدوير الفرص

غزل حسين المصطفى: كان التركيب الأكثر دوراناً في أحاديث كنت أسمعها للمرة الأولى في بداية رحلتي التطوعية مجرد تركيب لغوي كنت أخال أنه من مقتضيات حديث يمرُّ أمامنا على اعتبار أننا جُدد، ولابدّ للمسؤول أن يُزخرف حديثه به. ولكن، دارت الأيام…

التعليم المفتوح على المحك

غزل حسين المصطفى:  أنثى ثلاثينية وأمّ لطفل، منعتها ظروف الحياة من إكمال تعليمها الذي اقتصر على الشهادة الثانوية الحُرّة. شغفها بالعلم بقي ينبض بين ضلوعها، فظلت تبحث عن سبيل تروي منه عطشها للعلم. وبعد سنوات عدّة كان التعليم المفتوح…

إنسانيتنا أسمى من كل أموال العالم

غزل حسين المصطفى : هل من المعقول أن يكون المال من مقومات الشخصية والحياة الاجتماعية؟ هو السؤال الذي استوقفني كثيراً، فقد كانت العديد من المعطيات الواقعية تفرض نفسها لتكون حاضرة في الإجابة، بينما كنت أشدّ يد القيم والمبادئ التي نشأتُ…

يد الدولة وحدها لا تصفق

غزل حسين المصطفى: رحلتي التطوعية تقترب من عامها الثاني، كنت مندفعة في البداية لأثبت بعض الأمور وأصحِّح ما كنت أراه فاسداً ومُستهجناً في بعض الحالات التي كنت أراها، فكبرى القضايا التي شغلتني حينها كانت التحرّش وتعليم المرأة وحقها في اتخاذ…

الأجيال القادمة من صنع أيدينا  

غزل حسين المصطفى: طفلٌ صغير لايفقه من أمور الدنيا إلاّ ألعابه وكيف يصنع متعته إضافة إلى ما تُربيه عليه أسرته.. انتهى عامه الدراسي في الصف الأول الابتدائي بعلامات سيئة ولا علم قد حصّله، فلا الجيم جيمٌ ولا الباء باءٌ في قاموسه، إنها…

وطن يحفظ خارطتنا ويردّدنا نشيداً

غزل حسين المصطفى: إلى شريك نقاشاتي وجدلياتي الدائم توجّهت: أبي، ماهي الهدية التي كانت تحصد إعجاب جدّتي في عيدها والخيارات كانت واسعة، فأنتم شبّان تسعة؟ نظر والدي إليّ وابتسامة طفيفة ارتسمت على ملامحه المتعبة، أخذ نفساً عميقاً وقال لي:…

البنك المركزي ونبع الحنان

غزل حسين المصطفى:  الصورة من المشهد السوري الأخير (أزمة الغاز) من الساحة العامة في جديدة عرطوز.. الناس كما يوم الحشر محتشدون وصوت ضجيج الجرار يعلو، كل فرد يحتضن أسطوانته بحرارة المشتاق، يرى فيها الدنيا، ولأجلها كانت الحوارات تنقلب إلى…

تغيير… ولكن!؟

غزل حسين المصطفى: التغيير، هو حاجة مُلحّة تفرضها ماهية الحياة التي نعيشها، وهذا التغيير لا يقتصر على جانب إنما يحكمنا في كل النواحي.. ولكن المشكلة تكمن حين تعتبر الحكومات هذه الفكرة على أنها صدقة جارية تُنفذها لتُرضي مطالب الشعب بشكل…
العدد 1105 - 01/5/2024