تصفح التصنيف

شرفات الكلام

سوء فهم

الاجترار- أجلّكم- يولد الملل، وأنا من هؤلاء الناس الذين إذا سمعوا أو قرؤوا الشكوى أكثر من مرة، فإن مرارتي تعتصر، وتكاد تطق من أصحاب الجبهتين معاً، الشاكي والمشتكى عليه، الجاذب والمجذوب، الفاعل والجازم بأمره، والمفعول به ولأجله، ونائبه…

مطر

قديمة هي العلاقة التي ربطت بينهما، متينة.. وخاصة.. قديمة، قِدَم العمر.. متينة، متانة الصداقة والتآخي.. وخاصة، خصوصية الطقس والمزاج والطفولة.. ... كصديق قديم وعزيز، يعرف مقدار معزته وغلاوته لدى صديقه، ومدى فرحه…

عودة «الرجل المريض»

ربما كانت أكبر موجة هجرات شهدتها المنطقة هي فترة الحرب العالمية الأولى (1914  1918) وما تلاها من سنوات عجاف، خصوصاً أن (الرجل المريض)  الاحتلال العثماني  كان في احتضاره الأخير يسوق شباب البلاد إلى (السفر برلك) ليقدمهم ضحايا على مذبح…

افتراس

أسابق الزمن وكالمكوك الطائر أطوي الفضاء، فأقفز من محطة إلى أخرى لئلا يفوتني رأي لشخصية اعتبارية تدلي بدلوها المترع بالماء المالح بشأن سيمفونية الفصول الأربعة، التي تعزفها الشعوب العربية بصخب ونشاز شديدين على آلات متعبة. والكثير منها…

فعلاً… اللي استحوا ماتوا!

أنا، وأستغفر الله من كلمة أنا، لا أعلم لماذا تهجم عليّ بعض الأفكار في غير أوانها وفي غير زمانها ولغير أناسها، فأقع فريسة تلك الأفكار حتى عندما أستفيق منها أجد نفسي وحيداً في بريّة تكثر فيها الذئاب المتعددة الأشكال والألوان والأحجام ذوات…

تجليات.. وهامش

ثبات في زمن (العو...لمة)  لا يختفي الصديق المزيّف في الظلام، بل يتسلل كالفيروس في أدقّ الخلايا ليسرق ما تبقى من الأحلام.   مخطئ مخطئ مَنْ يظن وجه أمي قمراً، هو شمسٌ يستمد منه القمر سناه.   جمال  أجمل شيء حين…

ما يقوله الحبر

للحبر جسد سائل وناعم، لكنّ له صوتاً قاسياً وحادّاً، فحين يهمس لبياض الورق فإنه يصرخ بفجائعية معترضاً ورافضاً ما يحسّه وما يراه، وحين يعبّر الحبر عن رفض، فهذا يعني أن المرفوض مرفوض بالمطلق. هو صوت هامس لكنه صارخ، ولو لم يكن كذلك لما سقطت…

صحبة الكتب ومتعة القراءة

تخلق لنا قراءة الكتب عيوناً كثيرة، وتفتح قلوبنا على أشياء وأشياء، وتهدينا إلى الوعي والمعرفة، وكلما ازددنا اطلاعاً وتبحراً وغوصاً في بطون الكتب القيمة أعطانا ذلك شعوراً رائعاً بالقوة والطمأنينة. إن المعرفة سيف قاطع، لا نحصل عليه إلا…

حُرّرت أسعار المواد… فاغتُصبت جيوبنا..!

عندما كانت أمي تصحبني معها إلى دكان المرحوم أبي هيثم لا لتشتري لي بعض اللعب أو عدداً من أكياس الشيبس والموالح والمكسّرات بل كي أساعدها في حمل بعض الحاجيات من صابون وزيت والقليل من السكر والأرز التي تدفع ثمنها بيضاً. في تلك الأيام لم نكن…

فما أطال السهر عمراً..!

من العادات التي رافقت صديقي سعيد الحزنان لسنوات عديدة، السهر حتى يسمع الصبح وهو يتنفس إيذاناً للعتمة بالهروب من أمامه. والعديد ممن يعرفون صديقي هذا عن قرب يعرفون فيه هذا الولع بالسهر. أحياناً يرافقه في سهرته كتاب، وأحياناً صديق،…

تجليات وهامش العدد 560

تزاحم في الأقبية المظلمة تتزاحم الأقوال للقفز من فوق جدار الحلق، والفضل يعود ل 220واطاً. تساؤل قال الطير الصغير لأمه: لِمَ لا تسعين لالتقاط رزقنا؟! أجابت دموعها قائلة: اعذرني ياصغيري فالمطر اليوم رصاص غزير. أُضْحيَةْ…

معارضون.. والله أعلم!

هل من أحد في هذا العالم ينظر إلى المعارضين الوطنيين إلاّ باحترام وتعاطف؟ وحين نقول المعارضين الوطنيين فنحن نقصد أولئك المخلصين لمبادئهم، والغيورين على مصلحة أوطانهم، أولئك الذين يفضّلون ظلام السجون على نور حريّة يمنحها حاكم على طريقته،…

من بعض ما عندكم… مبدعون في الفيسبوك

بعد عامين أو أكثر على (انتسابي) إلى هذا العالم الساحر الفيسبوك، لم يصبني الملل؟ وهو بحد ذاته مدعاة للتساؤل: من أين له هذه القدرة على احتلال وقت الملايين واهتمامهم على هذه الكرة التي لم تتعب من الدوران... قمت بجردة حساب، (مؤتمر) بلغة…

في مديح البرد

هو أساس كل علة، و(سوى البرد خلف ظهرنا برد)، من أين سنأتي ببعض دفء يرمم  أرواحنا المتعبة في هذه البرية الممتدة من الموت والدمار والنزوح الجماعي والفردي؟! للبلاد النائمة على أمل، والمصبحة على خيبة جديدة، أقول: تلحفي بدماء الشهداء…

صور عتيقة!

لعلي لا أنوي الذهاب إلى ماخطته أنامل البارعة إيزابيل ألليندي في روايتها (صورة عتيقة)، إنما هو ذهاب لفضاء ذلك العنوان الأثير، المشوب بالشجن والتأسّي والتماثل مع الماضي ورفضه في آن معاً. وأعلم أن لصورنا أثراً لا يزول، إنها الذاكرة، أو…

كانت الشجرة بذرة…

لكل شيء في الحياة بداية.. والبدايات تختلف باختلاف أصحابها، من أشياء وأشخاص، فمنهم من يبدأ ناعماً كعشب طري، ومنهم من يبدأ لطيفاً كنور الصباح، ومنهم كعاصفة أو زلزال. بيد أن البدايات، مهما بلغت من القوة أو القسوة، لا بد أن تكون قد…

من يوميات مواطن «ملدوع»..!

قد يكون من حسن حظ الأخ المواطن الفقير عدم امتلاكه ما يُتعب به رأسه ليلاً ويرهق كاهله نهاراً دون أن يدري متعة ذلك. وبهذه المناسبة الكريمة أرجو أن تتكرموا بالصبر على هذه القصة التي تتحدث عن معاناة صديقي سعيد الحزنان مع دائرة المصالح…

دلالة المفارقة

تتردد كلمة مفارقة كثيراً في حياتنا، خاصة أثناء الندوات القصصية، أو الكتابة عن أعمال قاص. الحياة كلها مفارقة، فمنذ الصباح يرى الراصدون للأرض والسماء وحياة الناس، الفروق بين درجة الحرارة الدنيا والعظمى، وبين الضغط المنخفض والمرتفع…

سرديات لرواية ممكنةأو هوامش لزمن قادم

للرحلة المتصلة  المنفصلة، مسارات تراجيدية في جغرافيا طليقة، سوى من حدود (سايكس بيكو) الملعونة والمذمومة، أعني رحلة الفلسطيني من وطنه إلى أقرب ما يمكِّنه من العودة سريعاً، فقط ما حمله  الفلسطيني  مفتاح بيته وأوراق بيته هناك.. والكثير من…

كيمياء الخوف

هل نخاف؟ ولماذا؟ سؤال يُطرح بكثرة في هذه الآونة، سؤال مشروع، لكن السؤال الأكثر مشروعية هو لماذا لا نخاف؟ وهل نحن كائنات محصنة ضد الخوف؟ وهل هناك ما يطمئن؟ أسئلة كثيرة تُطرح أيضاً، وغالباً ما نجيب عنها دون تفكير، وتكون أجوبتنا بنفي…

لهذا.. الربيع أجمل!

كعادتهِ.. وفي صباحٍ باردٍ دسَ نفسهُ خلسةً في ذاكرة دافئة اغتيلت ذاتَ صقيع. راح يتسكع في أروقتها محاولاً تنظيف هوائها من غبار النسيان وخيوط العنكبوت، عبق الرائحة، أرصفةٌ كانت وطناً لغريبين، وجهٌ يسكنُ كلَ شيء سافروا به إلى حيث…

وجع الأرواح العظيمة

قبل أن يكتمل ثوب العروس، كان كومة من الخيطان، وقبل أن تتسع الطرق، كانت ضيقة، وقبل أن ترتفع القلاع كانت حجارتها مبعثرة، وقبل أن تقوى العضلات، كانت قطعاً من اللحم المترهل، وقبل أن تقسو جذوع الأشجار كانت ضعيفة وطرية، وقبل أن تولد العواصف،…

الامتصاص

تعددت التوصيفات للمواطن السوري، وتداخلت ألوانها وتشابكت خيوطها. وارتفع سقف الصبر وفاض الكأس وازداد هذا العصير مرارة. هناك من بحث في المعاجم عن معنى الامتصاص، فوجد وصفاً حميداً يليق بالمواطن الصابر الذي تحمَّل الكثير في سبيل الوطن.…

ذكريات الحوار الأول مع شاعر بحجم الوطن…

أجرى الأديب والناقد اللبناني الأستاذ محمد دكروب في العام 1968 حواراً مع شاعرنا الكبير الراحل محمود درويش. وفي عام 2008 - بعد رحيل درويش - كتب الأستاذ دكروب ذكرياته عن ذلك الحوار الذي يعدّ اليوم وثيقة ثقافية وأدبية وشعرية وإنسانية هامة ـ…

الحياة وخميرتها

لا تنبت حبة القمح، ولا تكبر شتلة الزيتون، لا يزهر الكرز والدراق إلا بعد أن تترك تلك النباتات شيئاً من جسدها داخل عتمة التراب، قطعة من لحمها ودمها تتركه معلقاً وملتصقاً بالمكان الذي خرجت منه وإليه ستعود. والعش الصغير، الذي حمى البيض…
العدد 1105 - 01/5/2024