فيسبوكيات…الفيسبوك.. حقوق النشر محفوفة…

عندما ننقل ما تتسع له المقالة من مختارات عن الفيسبوك، فهل هناك تعدٍّ على الأصدقاء الذين ننقل لهم كتاباتهم دون استشارتهم؟!
هل نقل (بوست) لصديق غير معروف بإنتاجه الإبداعي أو الفكري يشبه نقل آخر لأديب أو مفكر معروف؟!
أسئلة تقدم نفسها ونحن نقوم باختيار القليل القليل من كتابات مهمة ولماحة تختزل وجعاً شخصياً أو جمعياً.
هنا في الفيسبوك حقوق النشر ليست محفوظة حتماً، ما دام هناك زر اسمه (المشاركة) تشير فيه إلى صاحب (البوست)، إضافة إلى فوضى حقيقية في سرقة إبداعات الآخرين ونقل نتاجاتهم دون الإشارة إلى أصحابها، ولا أظن أن في الأفق حلاً لهذه القصة… نحن نشير هنا أولاً إلى صاحب العبارة ونقدم له، لذلك أظن أننا في منأى عن أي اتهام… لكن بكل الأحوال حقوق النشر في الفيسبوك محفوفة بالسرقة كثيراً.

                               *    *    *
الشاعر حازم العظمة يكتب في سيرة المدن التي بقيت صامتة طويلاً:
بقيت هذه المدنُ مسالمة ووديعة لسنين طويلة.. تحت هذه الوداعة كان العسَفُ يخبّأُ بعناية في الأقبية.

هذه الوداعة وذاك السلام.. لم يكن استخفافاً أو غفلةً.. بل طريقةً في مقاومة العسف ريثما يحين الوقت.
*    *    *
مصطفى علوش.. من الناشطين المميزين على الفيسبوك، تحمل كتاباته لمسة ساخرة وموجعة في آن، في حوارية مفترضة يدخل في تحليل نفسية القاتل:
– لكن ماذا لو ماتوا جميعاً..؟
– تقصد من سنحكم.. إنْ لم يبق أحدٌ منهم..؟
– لا.. أقصد ماذا سنفعل بما يفيض لدينا من الرصاص!
*    *    *
ياسر الغربي يرسم ويكتب الهم السوري، يرسم نفسية العبيد:
ثمّة (بشر) يدافعون عن عبوديتهم
كمن يدافع عن عرضه!

*    *    *
الشاعر محمد علاءالدين عبدالمولى في نص مؤثر عن الأم التي تحضر من أعماق الذاكرة:
حين كنا نختلف مع أمّي المرحومة، ويُسْقَطُ في يدها، تجد نفسها مضطرة لممارسة سلطة بكائها (كانت كثيراً تبكي)، كانت تقول في تلك اللحظة:
(والله إلا شيل هالقلب وجيب حجرة من حجار الوعر وحطّا محلّو)

ولكن أمي لا تستطيع أن تنفّذ يمينها، إذ سرعان ما يغلبها القلب الحقيقي… فتبكي ثالثة وعاشرةً حتى إذا مرضت قطة البيت… أو ضاعت. تبكي لمجرد سماع صوت مغنّ أصيل مسلطن.
– لمن لا يعرف:  الوعر منطقة في حمص كانت خاليةً من العمارة، مشهورة بحجارتها السوداء الصلبة الوعرة.

ولمن لا يعرف أيضاً:  أورثتني أمي أسوأ عادات.

*    *    *
المسرحي والشاعر التونسي المقيم بدمشق روحاً قبل الجسد حكيم مرزوقي يكتب بورتريه عن عواصم عربية:
تونس, عيد المرأة:  (نساء بلادي نساء ونصف).
-دمشق:  (متى يعود الرصاص من الصدور إلى البنادق؟).
– بيروت (حلبة)…أي مؤنث حلب.
-القاهرة: إذا استمرّ الأمر على هذا الحد فلن (تقهر إلاّ أبناءها).
-دبي: المال أصدق أنباء من السلاح والكتب.
إلى الجارة العزيزة ليبيا في نشيدها الجميل، وقس على ذلك في بلادنا العربية.. وكل الأشقاء العرب: (سوف نبقى هنا) ,أم سوف ننأى هنا,أم سوف نفنى هنا,..  أم سوف نشوى هنا…. أم سوف نروى هنا…. كبراعم تبشّر بربيع حقيقي.
*    *    *
واحة شعر
عارف حمزة من الأصوات المهمة في المشهد الشعري السوري، قصيدة عارف تمنحك غواية البحث في المعنى، وحيناً تسلمك مفاتيحها بسلاسة لافتة..لديه حضور لافت في الفيسبوك.

      *    *    *
الرصاصة التي ثقبت صدرك
ثقبت صورة الأم في القلب
الأم المرتعدة في جيبك كصورة رطبة الآن.
ستتذكر ذلك وأنت تموت أيها الجندي الصغير.
      *    *    *
حتى العصافير نزحت إلينا
حتى ألعاب الأطفال الذين جاؤوا في شاحنات.
اليمام يحرس مصائرنا بعوائه الأبدي.
     *    *    *
تعريف الشوق
————-
إنه التذكّر في لحظة ضعف.
قطرة دم
صغيرة
على منديل.
ليس سلاَّ.
ليته
كان سلاّ.
*    *    *
لم تعد الوردة في الأيدي
في النحر
في الشفاه….
ولم تتحجّر في البيوت المهجورة
بجانب الأجساد الميتة…
انتبه أيها الجندي
انتبه لحذائك الثقيل
لا ذنب للوردة في خصامنا.
*    *    *
كنا نقف في خط طويل
مثل بصاق أسود
كالأسرى
كي نأخذ حصتنا
من الحياة.

العدد 1104 - 24/4/2024