هل يحمل العام الجديد انفراجات؟

ريم سويقات:

لا يفصل العالم عن العام الجديد سوى أسبوع واحد، يترقبه بعض السوريين ممن بقي لديهم أمل، بفارغ الصبر، عسى أن يحمل انفراجات على مختلف الأصعدة، وخاصة الاقتصادية منها، بعد سماع المواطنين لتصريحات بعض المعنيين تعدهم بتحسّن في الأوضاع المعيشية، بعد أن كوى عام ٢٠٢٢، السوريين بأسعار جنونية.

عزيزي القارئ، هل تسمح المؤشرات الاقتصادية الأخيرة (كارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وما تلاها من رفع أجور وسائل النقل والمواصلات العامة وتخفيض الكميات المخصصات لها، عدا الزحام الشديد الذي يعانيه المواطن بسبب ذلك) بتحقيق انفراجات قريبة؟

ماذا عن مشاهد الطوابير التي نراها كل يوم أيضاً، كان آخرها طابور الوقوف لشراء مادة المتّة التي انقطعت في الأسواق لفترة، ثم توفرت في بعض المحال فقط، بأسعار خيالية، ذلك المشروب الذي يجد فيه بعض السوريين عزاءهم؟ هذا مثال بسيط عن وضع السوق من شح مادة ما من الأسواق، ثم توفيرها لتباع بسعر أعلى. كيف سيجري تغيير تلك السياسات الاقتصادية التي يتحكم بها كبار التجار والسماسرة، حتى يُتاح لبلادنا أن تشهد انفراجات؟

إن الحاجة شديدة لوجود أي فسحة أمل صغيرة، يستطيع فيها المواطن السوري أن يتنفس، أيّ إصلاح اقتصادي يستطيع فيه المواطن أن يمشي مرفوع الرأس موفور الكرامة، بعد أن عاش أغلب السوريين على مدى هذا العام حتى اليوم، برواتب متدنية لا تكفي لنصف الشهر، في ظلّ زحام غير مسبوق ومصاريف يومية أثقلت كاهل الأسرة السورية، لدرجة عجز فيها كثيرون عن تأمين أبسط الأساسيات، وفي ظلّ وضع نفسي يحرق الأعصاب في انتظار وصول رسالة من شركة تكامل لاستلام (الغاز، السكر، الرز..) تلك الرسالة التي أصبحت شغف المواطن وأمله الذي يرحمه من شراء ما يلزمه من هذه المواد بالسعر الحرّ، إذا كان بمقدوره أن يشتريها طبعاً.

أيها السادة، إذا كان ٢٠٢٣ سيحمل الانفراجات التي ينتظرها كل مواطن عانى وما زال يعاني من جحيم نتائج السياسات الاقتصادية التي تديرها الحكومة، فلا بد من وضع قرار رفع الرواتب في قائمة التحسينات، لأنه من دون العمل على ذلك يستحيل على المواطن أن يتحمل ما خلفته القرارات الحكومية من رفع الأسعار، وكذلك يستحيل ملاحقة مشكلة تأمين المواصلات وزيادة توفير الكهرباء، خلال فصل الشتاء.

عسى أن يحمل العام الجديد تحسناً في مختلف المجالات.. ينعش قلب المواطن.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1104 - 24/4/2024