الشهرة تُبرر الجريمة!

غزل حسين المصطفى:

 

كان عنوان ألبومها الغنائي حديث الشارع والكل يتهمها بالجنون، بعد مسيرة فنية تُقيم بالجيدة وفقاَ للجيل الحالي، كيف تتبنى مثل هذا الاسم!

أخذت الأحاديث تطول وتطول حتى كُتب لنا أن نعرف التفاصيل..

وهنا كانت القضية، فالاسم كان من وحي أغنية تضمنت قصة شخصية وحادثة صحية مرت بها تلك الفنانة، لتنقلب الأمور لصالحها وتكسب التأييد والدعم والحب كذلك الحزن على تعب ومرض أنهكها ولم تُصرح إلا بعد الشفاء.

سرطان الثدي دق ناقوس الموت عند هذه الفنانة وعرضت تجربة التغلب عليه أمام جمهورها،

كم من السنوات والحملات التوعوية انطلق؟!

كم مرة سمعنا عن أهمية الفحص المُبكر؟! لكن لم يكن الصدى يُسمع كما انتفض عدد لايُستهان به من النساء حول هذا الموضوع وسارعن للفحص.

بغض النظر عن المرض، الفنانة والحدث المحور الملفت في القضية هو تأثير النجوم والشخصيات البارزة على حياتنا، حتى باتت الشركات تعتمدهم كوجوه دعاية وإعلان لمنتجاتها، فهي قد حظيت بسر النجاح

يكفي أن تنتقي الوجه الأكثر رواجاَ حتى تتضاعف المرابح.

معادلة تجارية جيدة ومُربحة لكن وبصيغة سؤال كيميائي

ماذا عن تفاعل الشباب مع هذا؟

أيّ المركبات (المصائب) سيُنتج هذا التفاعل؟

هل سنحصل على نتائج مقبولة دون انفجارات تشوه الجيل؟

ببساطة وتبعاً لرأيي الشخصي بعد مراقبة جيلي والمحيط من حولي وجدت أننا قد لحقنا الركب واستنزفنا كل القدرات للحاق به دون الرجوع إلى نتائج ما صنعت أيدينا.

أُعطينا الإذن حتى نكون أشخاصاً لا نُقاوم بريق العالم، تعني لنا المظاهر ونُباهي بالقشور.

اليوم اتخذنا القدوة ممن لا نعرف عنهم إلا ابتسامة قد دُفع لهم ثمنها.

عمر الكثير من الشباب صار مرتبطاً بشخص معين اطلقنا عليه تسميات معينة، خلقته الفرصة أو برامج الدعاية والشهرة.

ماذا لو حمل هذا الإنسان المشهور تاريخاً حافلاً بالجريمة (اغتصاب، تحرش، إدمان)، كيف يكون قدوة لجيل؟

حالة قديمة صادفتنا عن كشف فنان برذيلة يرفضها الدين الأخلاق والعرف، لكن شعبيته كانت طاغية حتى تنام القضية ونبرر أنها كذبة وما أراد مؤلفها إلا دمار شعبية الفنان وضربنا بالدلائل عرض الحائط

تسرقنا أضواء الشهرة ونسمع ما نُريد.

النقاش يطول والأمثلة كثيرة لكن الفكرة الجوهرية في مجموعة قضايا طرحناها تعود لتتمحور عند نقطة جوهرية بكوننا (لبسنا قشور الحضارة والروح الجاهلية).

العدد 1105 - 01/5/2024