شنطة سفر

ياسمين أبو ترابي:

الحياة مستمرةٌ سواء حزنتَ أم فرحت، مستمرة حتّى وإن كُسِرتَ أو خُذلت، الأمر يكمن في القدرةِ على استعادة نفسك من كمين الانفجار المُوقت، يكمن في القدرة على الوقوف مرة أخرى والصمود أمام شوائب الحياة وعقباتها، إنك حين تريد تستطيع، لا تنسَ أن تُخبر نفسكَ بأنّك بطل رئيسي لهذه القصة، وانسَ ما حصلَ في الأمسِ، لا تقف مكانك مستسلماً، تعلّم القفز فوق حبل اليأس!

الحياة رحلةٌ طويلة وأنت كابتن طائرتها، فإنْ قمتَ بإدارة لوحة مفاتيح حياتك بالشكل الصحيح، فمن المؤكّد أنك سوف تكون سعيداً، وإنْ قمتَ بإدارتها بشكلٍ خاطئ، فحينئذٍ لا تلُم إلّا نفسكَ، لأنَّ الحياة جزءٌ من عدّة أجزاء، فيها المتعة وفيها قلّة الراحة التي لن تظهرْ إلّا لمن استحقَّ هذا بالفعل.

لمَ لا نكون كالحروف على أسطر الحياة، فالأقلام سترحل على متن الطائرة وستبقى الكلمات هي الذكرى الوحيدة، فكن في الحياة كلاعبٍ مُهاجم وليسَ كحكم ساحة، فالأول يبحث عن هدف والآخر يبحث ويترصّد الخطأ. كما يقع على عاتق كابتن الطائرة الصبر للوصول إلى نهاية الرحلة المنشودة، ولا يُحمّل نفسه ما لا طاقة له عليه، لكنه سوف يصل في نهاية المطاف إلى الحياة التي أرادها وليست التي أُجبرَ عليها، ويبقى الأهم هو ألّا يخذل نفسه في منتصف الرحلة.

ما دمنا نحيا ونتنفّس، فنحن في حركة وسير متواصل وعمل لا ينتهي، لن يموت أحدنا وقد أتمَّ أعماله، وستكون لدينا أعمال يُتمّمها من بعدنا أبناؤنا والأحفاد، فالحياة ليست حالة طوارئ، إنما رحلة ممتعة بقدر ما نعطيها من اهتمام. وتذكّر دائماً أنّكَ ولدتَ لتحيا، وأنك لستَ حيّاً لأنّكَ ولدت!

العدد 1107 - 22/5/2024