تصفح الوسم

غزل حسين المصطفى

لو كنت صبيّاً!

غزل حسين المصطفى: لو كُنتُ صبياً فإني: _سأقصُّ شعري الطَّويل هذا، الذي طالما بكيتُ في كلِّ صباحٍ مدرسي مقتاً له. _سأشتري أشيائي باللون الأزرق والأخضر وأيّ لونٍ أحب، وأجتثُّ ذلك الوردي والأحمر من كل تفاصيل حياتي. _سأركب…

طيف من ورق

غزل حسين المصطفى: هُنا.. حيث تخاف أن تستيقظ في صباح ما فتجد ملامح وجهك قد تسرّبت منك دون أن تدري، ستخرج وتجوب الشَّوارع بحثاً عن نفسك، قلبك، روحك، وتفاصيلك، وربما تتوه عن طريق العودة. لم يكن وجهك وحده، فوجه البلاد عموماً قد خضع…

استثمار شبابي

غزل حسين المصطفى: لا أدري كيفَ غدا ذلك الصَّغير الّذي حملتُه يوماً بين ذراعيّ شابّاً يفوقني طولاً، يستشيرني اليوم في قضايا ومسائل حياتيّة وإنسانيّة. تتكوّن ملامح شخصيته وتفاصيل وجهه بطريقةٍ تجعل عيوني تدمع فرحاً وفخراً، في تلك اللحظات…

معادلات مجتمعيّة

غزل حسين المصطفى:  _قدٌّ ميّاس، وزن مثالي، شعر طويل، عيون جميلة، بشرة خالية من العيوب = أنثى جميلة. _خجل يفوق المعقول، تخضع لأوامر وليّ أمرها من الرجال، لا تُحدّث رجلاً غريباً = أنثى مؤدبة خلوقة. _حجاب، سترٌ للمفاتن من غير تبرّج…

رسالة اعتذار (رسائل لم تُرسل بعد)

غزل حسين المصطفى: _إلى عمر العشرين، الّذي عاهدتُ نفسي أن أخرج منه وفي جعبتي الكثير من التَّجارب، لم أخلف بوعدي، لكنَّ تجاربي كانت مع الموت، الفقد، الحزن، والحرب. أعيش حالة الأب الذي يبيع واحداً من أولاده ليُعيّش البقيّة، أنا اليوم أُضحي…

أبغض الحلال، أم حرية شخصيّة؟!

غزل حسين المصطفى: (الحرب السُّوريّة) تركيبٌ لغويٌّ كفيل بنسف كلّ مُسلّمات المعقول والمنطق، ينقلنا إلى مرحلة من التّفكير في ذكرياته ونتائجه حتّى نصل إلى اللا عودة. وقد صفعتني روحي حين أطلقتُ وبكلِّ سذاجة على (الحرب السّوريّة) مصطلح

تجارب إنسانية

غزل حسين المصطفى: إلى الأنثى التي لا تحمل من معنى اسمها شيئاً، تُطلق رصاصها دون حساب، كنتُ يومذاك بحالة مزاجية سيئة، شيء ما كان يعتصر قلبي، قلت لصديقتي إنّني أبتلع دموعي وطعمها يكويني. دخلتُ مكتبها، وبعد التّحية تحوّلتُ من زائرٍ

مواطن بلا رتبة

غزل حسين المصطفى: (حتّى يقول أولادي يوماً ما: نحن أولاد غَزَل حُسَين المُصطَفى بهذه الجملة العبثيةاأنهيت تساؤلات جارتي الّتي تتصيّدني وأنا عائدة إلى المنزل وتختار اللحظات الّتي يبدو فيها على ملامحي أنَّ التّعب قد جرّح جفوني

رحلة إلى روحي

غزل حسين المصطفى: على رغم صغر حجمه، إلاّ أنّه كان أكبر من كفّي حينذاك، أحمر اللون، حملتُه فشعرت وكأني ملكت الكوكب به. لم أكن أدرك ما قيمة تلك الأرقام المكتوبة على قرص تحكّمه الصغير، إلاّ أنني أدركتُ أنَّ كلّ رقم يأخذني إلى شيء

على الهامش

غزل حسين المصطفى: ملامح الحزن، والقهر، والبكاء كانت قادرة على البوح بكلّ القصة. سافر ابنها منذ ما يقل عن 72 ساعة. جلست تُقلّب كفّيها والدمع يتسابق على صفيح وجهها، تقول: مكانه على المائدة فارغ، صوته في البيت يُلاعب جدران المنزل

جريمة موصوفة

غزل حسين المصطفى: غزل، لو افترضنا أنكِ كنتِ أنتِ الضحية في تلك الحوادث التي تروينها (مُتَحرَّشٌ بها) كيف ستكون ردّة فعلك، وبصدق؟ قلت: ببساطة تبعاً للموقف للمكان والزمان ولكن لن أسكت، على الأقل سأفضح الجاني بصوتي. بصوتٍ متعجّب

طاولة مستديرة

غزل حسين المصطفى: ) - مرح، كأنو بابا متغيّر وصاير ألين! مرح: حبيبتي، أب ربّى بناته على (حاضر، أمرك، متل ما بدك) ليش ما يكون رضيان، ما بيعرفوا الحوار ولا النقاش...(. هذا الحوار كما أذكره من مشهدٍ درامي مرّ في ذهني وأنا أفكّر

إلى 365 يوماً مضت من عمري.. (رسائل لم ترسل بعد)

غزل حسين المصطفى: (إلى 365 يوماً مضت... سجّلت فيها كُبرى المآسي والخسائر، بكيتُ حتَّى ابيضّت روحي وأزهر نحري) عامٌ آخر تخذلني فيه أزهار النَّرجس خاصتي، فهي لم تزهر هذا العام أيضاً، بقيت شغافي قيد الانتظار المعلّق حتّى الشِّتاء

مجتمع إنساني حر

غزل حسين المصطفى: سأنجـب طفـلاً أسمّيـه آدم، لأن الأسامي فـي زماننـا قد تصبح تهمـة، فلن أسمّيه محمــداً ولا عيسـى، لن أسمّيه علياً ولا عُمر ، لن أسمّيه صداماً ولا حسيناً، ولا حتى زكريا أو إبراهيم، ولا حتى ديفيد ولا جورج. أخاف أن يكبر

إلى هو.. (رسائل لم تُرسل بعد)

غزل حسين المصطفى: (إن لم يكفِ كتفي اليمين، سأُدير لكِ كتفي اليسار، إنّي رجلٌ قويٌ ويُحسبُ لي حساب، ستعيشين سعادتك معي ...)! قلتُ لها هذه العبارة، يا جدّي، حتّى تمنّ عليَّ بموافقتها على طلب الزَّواج منها، كنت أريد أن أُغريها، أجذبها،

كاسك يا وطن!

غزل حسين المصطفى: حقوق إنسان؟! ماذا تعني هذه الحروف؟! أنا سوريٌّ، أقرأ الفقر وأحفظ الذلّ، أُتقن لغة الصمت. حقوق إنسان؟! برأيي، نحن نحتاج أن نُجرّب كيف نعيش، نحن نموت لنعيش، لكننا موتى بكفنٍ من حياة. حقوق إنسان؟! لو قلتِ لي أن أتحدّث

حكم عام.. والمجرم أنثى

غزل حسين المصطفى: المشهد الأوّل: فتاة مررتُ بها يوماً في مكان ما، دخلتُ وألقيتُ التَّحية، ثم جلستُ ووجهتُ نظري نحوها وكنتُ أخالها صبياً، بكلِّ حسن نية قلت:(كيف حالُكَ؟!)، فأتى ردّها: (أنا.. كيفَ حالُكِ؟!). ادّعيتُ حينئذٍ أنني قد

مشاعر إلكترونيّة

غزل حسين المصطفى: كنتُ أتمنّى أن يكون لابني نصيب مع فتاةٍ عربيّة إن لم تكن سوريّة، لكنّ هي الظُّروف والأقدار شاءت أن يتعلّق قلبه بفتاة أجنبية، جميلة ولطيفة وخلوقة، لكنها ستسحبه باتجاهها ويستوطن وطنها، قد يُسرَق مني! قلتُ لها:

لم لا نفكر بالمنطق؟

غزل حسين المصطفى: دائما ما تقول أمي:(على دورنا ما كان في خصوصي...) لتكمل جملتها تلك بمجموعة تفاصيل منها اختلاف الزمن، وكون الكتاب المدرسيّ حينذاك يحلُّ محل المعلم (تقريباً) لما فيه من شرح مفصل لكلِّ جزئية، وكذلك النقطة الّتي يقف

جريمة موصوفة

غزل حسين المصطفى: (ياحرام شو سمينة... الله يعينها على حياتها!). تخيّلوا أنّها لا تستطيع التَّوقف عن الأكل، عندما تجلس تحتاج إلى من يساعدها على النُّهُوض، غالباً ما تُفصّل لها والدتها ملابس خاصة لحجمها، تبكي والدتها ليلاً ونهاراً

الطفل العنيف ضحية

غزل حسين المصطفى: (عميش) لا يهابُ شيئاً، فتى المعارك و(علقة آخر الدوام)، وهو بطلٌ أسطوريٌّ في ذاكرة طلاب مدرستنا الإبتدائية، يعود إلى مقعده المدرسيّ بعد عشرة عصيٍ ناريِّة حلّت بكفيه وهو مبتسم، كُنّا نسأله دوماً: ألا تتألم؟! فيبتسم

طفولة على قارعة الطَّريق

غزل حسين المصطفى: من غيبوبة شرودي سحبتني جملته حين قال: (نحن مو ملاقيين نطعمي ولادنا، وفيه ناس عم تتبروظ!)، ضارباً بيديه في الوقت ذاته على مقود السَّيارة. ولأنَّني كنتُ أجلس في المقعد المجاور لذلك السائق كان يمكنني أن أتابع ذلك

إمّا صحة عقليّة أو جسديّة

غزل حسين المصطفى:  (سِنان) ليس مجرد اسم، إنَّه كابوسٌ حقيقيٌ وشبح للحظات مؤلمة في طفولتي. فيوم الخميس من كلِّ أسبوعٍ هو موعدي الرَّسمي معه، وبيمينه مشطٌ لا يعرف على جلد رأسي الرأفة واللطف. قارورة ماء شخصيّة، والكثير من المناديل

ما الفرق بين أن تعيش الحياة وأن تمارس فعل الحياة!

 غزل حسين المصطفى : ما الفرق بين أن تعيش الحياة، وأن تمارس فعل الحياة!؟ بين تلك الشّقوق التي امتهنت رسم الألم وتدوين مآسي الحياة، وعند المدامع الماطرة، تستطيع أن تسمع وتُدرك بوضوح قصص قلوبٍ تُشيّع نفسها، وأحضانٍ قد يبست وهاجر

بلدي صارت منفى

غزل حسين المصطفى : (فواكه! يا الله هالكلمة شو قديمة وبتضحّك! إذا كفّانا الأكل أو الوجبة اليوميّة الوحيدة، وما قمنا جوعانين، لأن الكمية غير كافية لسبع أشخاص، بيكون كتّر خير الله!). هذه الجملة القاتلة صفعت مسمعي، لست أملك من اللّغة ما
العدد 1102 - 03/4/2024