رسائل رئيس الوزراء الواضحة؟

ريم سويقات:

بعد انعقاد الجلسة الاستثنائية الأسبوع الماضي لمجلس الشعب، لمناقشة الوضع المعيشي وسعر صرف الليرة، تأكد المواطنون السوريون من أن ثقتهم بسوء إدارة الحكومة كانت في مكانها، فالاجتماع لم ينتج عنه قرار واحد يصب في مصلحة المواطن، اجتماع ينطبق عليه المثل الشعبي القائل (تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما جيتي)، فقد تمثّل بإلقاء الخطب الرنانة عن الصمود وتكرار ما يعرفه الشعب من أزمة معيشية خانقة دون أن ينسوا إلقاء اللوم على العقوبات والحصار التي أدت إلى ارتفاع في الأسعار بشكل غير مسبوق، يعاني منه المواطن اليوم الويلات.

عزيزي القارئ، لقد أثارت كلمة رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس خلال الجلسة تفاعلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وانهالت الكثير من التعليقات السلبية التي تعبر عن حالة اليأس لدى الشارع السوري، تعقيباً على الخطاب الذي استهل به  الجلسة، إذ قال: (قد يرى البعض أن انعقاد هذه الجلسة استثنائياً اليوم هو لأن الأمر خطير جداً، لكن الواقع يقول إن الخطورة هي الحالة الدائمة والسائدة منذ أن شن أعداؤنا حربهم على سورية)، متابعاً: (الخطورة حقيقة لا تكمن في الظروف التي نعيشها بقدر ما تكمن في عدم قدرتنا على رؤية تلك الظروف وتحدياتها والتعامل معها أو تكمن في رؤيتها ثم إنكارها وتجاهلها، وبالتالي الاستمرار بنفس السياسات دون أي تغيير، وكأن شيئاً لم يكن).

الكثير من الرواد تساءلوا في تعليقاتهم على الصفحات الرسمية عبر موقع (فيسبوك) عن النتيجة؟ وما الحل؟ فيما لم يفهم آخرون ماذا يعني هذا الكلام، وتساءل البعض الآخر عن الرواتب، ذلك المطلب الشعبي الذي أبى أن يلبّى، وآخر كتب: (ما جبت شي جديد) فيما كان تعليق أحدهم أكثر سخرية إذ قال: (ما يؤدي الى انجراف التربة وضعف الدولة العثمانية وهطول زخات متفرقة، أيا حكي المهم يحكو).

أيها السادة، بات واضحاً للمواطنين السوريين أن الحكومة لا يمكنها أن تحل الأزمة الاقتصادية الخانقة باتباع السياسات نفسها، وهذا أمر أكده رئيس الحكومة في كلمته المذكور جزء منها أعلاه، في السابق كان يوجد أنصاف حلول، أما اليوم حتى النصف غير موجود، للخروج من هذه المعضلة التي تتفاقم باستمرار، لا بد من عقد مؤتمر اقتصادي يضم خبراء الاقتصاد السوري، المواطن السوري بات متلهفاً لرؤية عمل حقيقي ينقذه من براثن الفقر والجوع الذي لا ذنب له فيه..

دام عزكم، ما رأيكم؟

العدد 1105 - 01/5/2024