صاروخ الغلاء.. والحكومة في سباتٍ عميق

 السويداء- معين حمد العماطوري:

يبدو أن سباتاً عميقاً تعيشه الحكومة، في ظل الارتفاع الصاروخي للأسعار، وعدم اتخاذها أي إجراء فاعل، والبنك المركزي لا حول له ولا قوة، وكبار التجار وجدوا فرصتهم في تحويل معاملاتهم من الليرة السورية إلى الدولار، فهم يتعاملون ظاهراً بالليرة ويحاسبون المستهلك على أساس الدولار، وهذا مؤشر غير صحي لحماية الليرة من جهة، وزيادة الفقر والحاجة أكثر فأكثر.

الأمر الذي دفع بجميع تجار الجملة أن يحسبوا سعراً للصرف وفق مصالحهم، يزيد عن الواقع بما لا يقل عن ثلاثة آلاف ليرة.. لضمان أرباحهم وقدرتهم على الشراء عدا الاحتكار، وهي الوسيلة التي اتبعها تجار الأزمات والحروب.

الباعة في السويداء يصرّون أنهم في خسارة دائمة، فهم كلما اشتروا مواد غذائية أو استهلاكية أو تكميلية وباعوها، لا يستطيعون شراء مثلها مجدّداً بنسب الربح إنما بخسارة.. وهذا ينعكس سلباً على المستهلك حكماً.

يبدو أن الحكومة ليس لديها سياسة تستطيع التحكم بسعر الصرف.. والمواطن بات على يقين أن بينه وبين حكومته فجوة لا يمكن إصلاحها نتيجة عدم الثقة.. بل تحولت هذه الفجوة إلى نوع من العداء، فهي تحاول بشتى الوسائل زيادة الضغط على المواطن السوري.. بطرق عدة منها:

-منع الاستقالات تحت أي ظرف، والعمل براتب لا يكفي ليوم واحد.

-منع الهجرة من خلال صعوبة الحصول على جواز السفر.

– منع الحديث والتحدث عن الإصلاح ومكافحة الفساد لأن ذلك يعتبر إضعافاً للشعور الوطني.

– تجاهل عمل العصابات المخالفة للقانون واستخدام البلطجية ضد الناس لإرهابهم.

– تعزيز دور الجهات الاجتماعية والدينية وإعادة مفهوم الإقطاع الاجتماعي بطريقة حداثوية.

ما يحدث اليوم هو ظاهرة لم تسبق بتاريخ الشعوب، والدولار يسخر من الإجراءات الحكومية التي لا تنم عن اهتمام بالمواطن ومعيشته، فالاهتمام، على ما يبدو، محصور فقط بمصالح بعض الشخصيات أصحاب النفوذ.

فإلى متى تستمر هذه الحالة؟

العدد 1105 - 01/5/2024