هل سيكون عيد الأضحى بلا أضاحي؟

ريم سويقات:

اعتاد السوريون أن يستعدوا في كل عام لاستقبال عيد الأضحى بممارسة طقوسه المتعارفة على مر السنين، من شراء الملابس للاحتفاء به وزيارة الأقارب وإعداد الحلويات وذبح الأضاحي، ولكن منذ بداية محنة السوريين لم يتمكنوا من الاحتفاء به كما هو متعارف عليه، ولم يطرأ جديد في هذا الأضحى الذي سيبدأ يوم الأربعاء من الشهر الجاري وينتهي يوم السبت في ١/٧/٢٠٢٣، فربما لن يتمكن البعض من الاحتفال بواحدة او اثنين من هذه الطقوس، هذا إن لم تكن ملغاة كلها لدى بعض العائلات التي تقع تحت خط الفقر، فكيف سيكون حال السوريين الذين ربما لن يتمكنوا من تأدية واحد من أبرز التقاليد المتوارثة والشعائر الدينية وهو تقديم الأضاحي؟

عزيزي القارئ، هل سيكون هذا العيد حقاً أضحى بلا أضاحي؟ وكيف كانت خيارات السوريين هذا العام؟

فقد ارتفعت أسعار اللحوم بشكل جنوني ووصل سعر كيلو اللحمة الحمراء إلى ١٠٠ ألف ليرة، أما من اختار لحم الدجاج ملاذاً، فكان يجد أن سعر الكيلو منه متبدل كمزاج بعض المسؤولين في اتخاذ القرارات، وأقله كان يصل إلى ٢٢ ألف ليرة، في حين أصرّ البعض ممن يملكون ولا يملكون على شراء خروف بأكمله، فوجد نفسه مضطراً إلى سحب قرض حتى يتمكن من سداد ثمنه الذي يبدأ من مليون وأكثر حسب الوزن، فيما كان سعر الجدي يبدأ من نصف مليون فأكثر يُباع حسب وزنه أيضاً.

وعن سبب ارتفاع أسعار الأضاحي من الماشية، كان ارتفاع سعر الأعلاف في مقدمة الأسباب، فضلاً عن عدم ظهور دعم من الحكومة لأسعار بيع الأضاحي، وبالرغم من أن البلاد تنعم بالثروة الحيوانية ولا يوجد بها استيراد لقطعان الأغنام، إلا أن السوق تشهد حالة من غليان أسعار الأضاحي، فكيف لو كان البلد مستورداً لها؟ إلى أي رقم ستصل تكلفة خروف واحد؟

أيها السادة، ماذا عن الغلاء الذي يتعاظم جنونه خلال فترة العيد، بدلاً من أن تكون هناك قرارات حاسمة لأن تكون الأسعار معقولة وتناسب دخل المواطن؟ كم من الأطفال سيبقى بلا عيد هذا العام، ولا يعرف منه إلّا اسمه، بسبب عجز الأهالي عن إرضاء فرحهم، خاصة أن تناول اللحوم تحديداً في العيد لم يكن مقتصراً على الناس الذين يقدمون الأضاحي فقط، فقد أصبح هذا الطقس عرفاً لدى الجميع يتشاركون به فرحة العيد التي نسيها الكثيرون.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1105 - 01/5/2024