متى سنشهد تحسّناً في الوضع المعيشي؟

ريم سويقات:

يسند شاب فقير ذقنه بكلتا يديه، شاخصاً إلى الأفق البعيد بعينين حمراوين ناعستين، متأثراً بنيران الأسعار التي زاد لهيبها مؤخراً، خائر القوى، ينتظر بارقة أمل تلوح بعد التطورات السياسية التي تشهدها سورية منذ فترة وإلى الآن. نتيجة واحدة مرجوة بحرقة، وهي تحسن الوضع الاقتصادي وانخفاض الأسعار بما يتناسب مع دخل المواطن.

أصبح المواطن السوري يستيقظ على صوت المذياع والمحطات تشدو بلقاء وفد كذا، والاتفاق معه على عدد من المشروعات الاستثمارية من أجل إنعاش الاقتصاد وتعزيز العلاقات، وينام على سماع الخبر نفسه لكن مع تبدل أسماء الوفود.

ما يهم الشارع السوري اليوم، بعد تلك التطورات السياسية على الصعيدين العربي والدولي، تحرك الجهات الحكومية للاستفادة السريعة منها، والعمل لإنهاض الاقتصاد الوطني، وزيادة إيرادات الخزينة. لكن هذا الأمر لن يتحقق بين ليلة وضحاها، أما تدهور أوضاع الناس، فيحدث بين ساعة وأخرى، ومن لا يصدّق فلينزل إلى الأسواق.. من لا يصدّق فلينظر في وجوه الناس!

لسنا متشائمين، بل العكس تماماً، فجميع المؤشرات تدل على انفراجات قادمة، لكن المطلوب إجراءات حكومية سريعة وفاعلة تنتشل المواطن السوري، الذي ضحى بأغلى ما لديه للدفاع عن سورية، من قاع اليأس.

لا بدّ من طريقة ما لزيادة أجور العاملين، لا بدّ من أسلوب ما لردع كبار الحيتان والمتحكمين بالأسواق، لا بدّ من مصارحة الناس دون مواربة، خاصة أن بعض المقتدرين وأثرياء (الصدفة) يستعرضون بذخهم بوقاحة ما بعدها وقاحة وسط جمهور عريض من الباحثين عن اللقمة.

سورية ستنتصر، ولا شك لدينا بذلك بعد التضحيات الأسطورية لشعبها وجيشها.

دام عزّكم.. مهّدوا لهذا الانتصار!

العدد 1105 - 01/5/2024