مجلس المحافظة ينهي دورته والشارع يأمل!

السويداء- معين حمد العماطوري:

يبدو أن الخمول الإداري في الإصلاح وتحسين الوضع المعيشي بات جزءاً من حياتنا اليومية، ذلك أن الفرد في مجتمعنا أنهكته الوعود والقرارات الافتراضية الخيالية، وتراه يمشي دون شعور بمن حوله يفكّر بهمّه وغمّه، كيف يؤمّن لقمة عيشه وقوت عياله بكرامة، ولا يستطيع أن يفكر في جمال اللحظة التي يجب أن يعيشها دون أن يتخلى عن كرامته.

هي رؤية تستنتج منها أن انعقاد الاجتماعات والحديث والمناقشات هي نوع من الأسلوب التقليدي المعتاد دون التوصل إلى حلول واقعية تطبيقية، ذلك أن الحلول ليست بيد أحد ممن يشغلون مقاعد الإدارة المحلية في السويداء.

تأتي هذه الفكرة والشارع في السويداء يكاد يموت غيظاً بمطالبه المتكررة للجهات كافة لتأمين الأمن والأمان وبسط الدولة سيطرة قانونها، متسائلين ما هي الإجراءات التي يجب أن تتخذ لذلك؟

لعل حالة الرعب والخوف من العابثين بالأمن والأمان في الواقع المعيش دون حسيب ولا رقيب يرمون بقنابل صوتية أو قنابل من نوع آخر، مع عودة السرقة والنهب والخطف، مظهر للسؤال قبل الشعور بالتفاؤل، خاصة أنهم في الشوارع وبوضح النهار يتجولون مخمورين مخدرين وأمام أعين الجهات، وكأننا في فضاء لا علاقة له بواقع الإدارة القانونية.

من هنا باتت القناعة بأنه مهما جرى من اجتماعات لا تفي حقّ فقدان شاب بريء يعمل لرسم حياته ومستقبله، أو رجل وفتاة خرجوا بعد وداع من أحبوا ولم يعودوا بسبب الرعونة المخمورة.. والأهم لا حساب ولا محاسبة لهؤلاء؟ بل هناك من يمد لهم يد العون باتخاذ القرارات الاجتماعية، وهي كلمة حق يراد بها باطل، طبعاً لأنها لا تخلو من المساومات التي هندستها القوى الاجتماعية ووضعت لها معايير تتكيف مع تطلعاتها ومصالحها.

بالمقابل أنهى مجلس محافظة السويداء دورته الثالثة لعام 2023، وتحدث فيها المهندس رسمي العيسمي رئيس المجلس عن الواقع الخدمي وما تم معالجته في الفترة السابقة، وعن الانفراجات الاقتصادية التي تلوح في الفترة القادمة نتيجة الأوضاع السياسية في المنطقة والانفتاح الذي تشهده الساحة الدولية اتجاه سورية وهذا نتيجة تضحيات الشهداء الذين تزامن انعقاد مجلسنا وعيدهم الذي مر قبل أيام وصمود الشعب السوري.

بينما نقل أعضاء المجلس  المشاكل الخدمية على ساحة المحافظة وكان جلها وضع المياه وتأمين المحروقات الخاصة بالعملية الزراعية، والاهتمام بوسائل النقل للإخوة المواطنين، وواقع الاتصالات والكهرباء، وكذلك واقع المحروقات وخصوصاً الغاز المنزلي وقد أشار السيد المحافظ إلى وصول مدة وصول رسالة الغاز إلى خمسة وثلاثين يوماً نتيجة توفير كمية ما يقارب ثمانية آلاف اسطوانة تم حصرها بعمل لجنة المحروقات الفرعية، وطرح مشكلة أضرار المحاصيل التي تعرضت لها بعض المواقع الزراعية نتيجة لموجة الصقيع إضافة لصيانة الطرق الرئيسية في المحافظة من قبل مديرية الخدمات الفنية ضمن الاعتماد المتوفر وحسب الحاجة والأولوية.

بعد ذلك يسأل الشارع بالسويداء: إلى متى؟!

العدد 1105 - 01/5/2024