كيف تلعب مؤسّستا المياه والكهرباء لعبة (الغمّيضة)؟!

ريم سويقات:

عزيزي القارئ بينما تلعب مؤسستا المياه والكهرباء لعبة الغميضة، يشاهد المواطنون بذهول قدرة كل من المؤسستين على ندرة اللقاء، ووصل إحداهما مع الأخرى، فما إن يحين موعد وصل المياه لحيٍّ من الأحياء، حتى تغيب الكهرباء عنه، وهكذا دواليك في الأحياء جميعها، والمواطن هنا يقف مذهولاً من احترافية اللعب، وكذلك مصدوماً على سطح منزله أمام خزانه الفارغ من المياه.

إن اللعب المتواصل بين المؤسستين، دون لقاء إحداهما مع الأخرى إلّا ما ندر، لا يمكّن موتورات الأبنية الكهربائية من ضخ المياه لإيصالها إلى الطوابق العليا، فمحطات الضخ كي تعمل بحاجة إلى الكهرباء، فإن صادف أن التقتا أثناء ساعات وصل المياه لحي من الأحياء، تنقطع الكهرباء عدة مرات، وبالتالي لا يمكن تعبئة خزانات المياه ويعاني أفراد الأسرة بعدئذٍ من عذابات، أهمّها: وضع موعد بعيد الأجل لكل فرد من أفراد الأسرة ليحظى بنصف حمام، عدا انتظار الغسيل أياماً في الغسالة حتى تكمل دورتها في جميع مراحل الغسل بما يتفق مع ساعات الكهرباء وامتلاء الخزان بالمياه، فضلاً عن تحمّل الأسرة تكاليف إضافية لشراء المياه للاستخدامات المنزلية.

ما فائدة التغذية المائية، دون وجود الكهرباء كي تعمل على ضخ تلك المياه؟ هل تلعب المؤسستان لعبة القط والفأر؟!

هل يعتقدون أن المواطن الذي يعاني من ذلك الاستهتار سيتحمل مشاهدة ذلك طويلاً؟!

أعتقد أن شهادة المواطن (مجروحة) بما تقدمه المؤسسات الحكومية من خدمات، ولا داعي لإتقان اللعب إلى هذه الدرجة، أصبح المواطن اليوم نافد الصبر، يحتاج إلى ما يذهله بطرق إيجابية دون تعقيد أبسط المسائل.

أيها السادة، إن التنسيق بين مؤسستي المياه والكهرباء اليوم في مختلف المحافظات السورية التي تعاني من هذه المشكلة، ضرورة يجب العمل على حلّها، إلى متى سيتحمل المواطن السوري الهموم اليومية في أبسط متطلبات حياته؟!

لا بدّ من ضرورة التنسيق بينهما حتى ينعم المواطن بحمام دافئ على الأقل، يجعله ينسى أنه ينتظر ٥٠ ليتراً من المازوت سيستخدمها نهاية فصل الشتاء في الدفعة الثانية.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

العدد 1107 - 22/5/2024