كيف تجعلك الحكومة سعيداً بـ ٢٠٠٠ ل.س؟

ريم سويقات:

ربما بدأت الحكومة تفكر بطريقة أكثر شاعرية تجاه شعبها السوري الصامد، بعد أن فشلت قراراتها غير المدروسة في تهدئة روعه وأمان جيبه، فرأت أن الحل الأمثل لإعادة الشغف إلى علاقة الحب الباردة بين المواطن والحكومة يتمثل في إقامة حفل غنائي، فكان الوسيط وزارة الثقافة يمثلها دار الأوبرا مكان الحفل الذي لم ينجح كثيراً في أداء الدور.

إذ أعلنت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون عن إقامة حفل للفنان المصري هاني شاكر في منتصف شهر أيلول الجاري، وبدأ بيع البطاقات في ٨ أيلول، فشهدت الدار ازدحاماً غير مسبوق، نتج عنه شتائم وصراخ وضرب بين المواطنين الذين ذهبوا لشراء التذاكر لحضور حفل الفنان المنتظر، بعد سوء تنظيم الدار لبيع البطاقات، إذ لا يوجد سوى منفذ واحد فقط للبيع، وكحلٍّ إسعافي سريع تواصل مدير الدار أندريه معلولي مع الفنان هاني شاكر، وتم الاتفاق على إقامة حفل ثانٍ نظراً للإقبال الكبير، في حين جرى تجاهل فكرة تنظيم الدور لبيع البطاقات، بل استمرت الدار في بيع البطاقات للحفل الثاني في اليوم نفسه كي لا يتحمل المواطن عناء العودة في اليوم الثاني لشراء بطاقة، حسب ما قاله معلولي.

إن الازدحام الشديد لا يعكس إلا رغبة المواطن السوري وحاجته إلى الفرح وكسر نمط حياته الرتيب، وعزّز ذلك ثمن البطاقات الرمزي الذي يبدأ من ٥٠٠٠ ل.س للدرجة الأولى و٣٠٠٠ ل.س للدرجة الثانية و٢٠٠٠ ل.س للدرجة الأولى. وربما بهذه فقط أعجب المواطن بأداء حكومته، وربما فقده سريعاً بعد الوقوف لساعات دون وجود أي تنظيم للحصول على بطاقة.

أيها السادة!

إذا كانت الحكومة تسعى لإرضاء مواطنيها، لا بد من أن تحترمهم أولاً، باعتماد طرق جديرة بالحفاظ على كرامة المواطنين وعلى سمعة الدار، فكان من الأجدر مثلاً وجود عدة منافذ للبيع، أو توزيع البطاقات على المراكز الثقافية، أو توفيرها عن طريق الدفع الإلكتروني.

دام عزّكم، ما رأيكم؟!

 

العدد 1107 - 22/5/2024