المرأة السورية بين سندان العنف وويلات الحرب

حسن البني:

يُعدُّ يوم 25 تشرين الثاني من كل عام، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، فرصة لنا للتحدّث عمّا تعرّضت له المرأة السورية من أهوال خلال فترة الحرب التي عاشتها البلاد، فقد عانت المرأة الأمرّين، سواء كانت تعيش في الداخل السوري أو مُهجَّرة، وخصوصاً في دول الجوار.

ففي الداخل تعرّضت المرأة السورية، وخصوصاً في مناطق وجود الإرهابيين والمسلحين للعديد من أصناف التعذيب والتنكيل والقمع والاغتصاب، وكانت المجموعات الإرهابية المسلحة تجند النساء وتجبرهن على تنفيذ عمليات إرهابية، كما مُنِعَت النساء من ممارسة أبسط حقوقهن التي نصّ عليها الدستور، وكانت تُرتَكب العديد من المجازر وتُدفن النساء والأطفال في مقابر جماعية، فالجماعات الإرهابية عاملت المرأة كجارية لديهم يستعبدونها في كل الأحيان.

أما في الخارج، وخصوصاً في المخيّمات التي أقامتها دول الجوار، فقد تعرّضت النساء للعديد من الممارسات الوحشية، وكنَّ يُغتَصَبن ويُتَاجَر بأعضائهن، كما يُرغمن على الزواج حتى القاصرات منهن. فما تعرضت له المرأة السورية من عنف، يدعونا لتذكّر الأحداث والأسباب التي دعت الأمم المتحدة لتخصيص هذا اليوم للقضاء على العنف الذي يمارس بحق المرأة، فنضال وكفاح الناشطات السياسيات من الدومينكان الأخوات (ميرابال) وإغتيالهن الوحشي على يد ديكتاتور الدومينكان (رافائيل تروخيلو) كان الشعلة التي انتفض من أجلها المجتمع الدولي ضدّ الممارسات الوحشية التي تُمارس بحقّ النساء في جميع أنحاء العالم، وتكريماً لذكرى اغتيال الأخوات، ودفاعاً عن حقوق كل امرأة تتعرّض للعنف والتمييز.

فالهدف من الاحتفالية هو رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرّض لها المرأة حول العالم، ولكن للأسف لا تزال الطبيعة الحقيقية للمشكلة مختفية، وهذا ما يدعو إلى تفعيل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة (سيداو).

فالمجتمع الدولي مدعو للوقوف وقفة تكريم للمرأة السورية، التي تعرّضت للعديد من المآسي خلال فترة الحرب الظالمة التي تعرضت لها سورية، فنحن لا نريد فقط قرارات على الورق لحفظ حقوق المرأة، بل يجب أن يكون هناك إجراءات فعّالة على أرض الواقع للوقوف على العنف الممارس بحق المرأة في كل دول العالم، فجميع الأديان السماوية كرّمت المرأة، فلماذا لا نُكرّمها اليوم بالحفاظ على حقوقها؟!

العدد 1105 - 01/5/2024