السرطان مرض العصر

وعد حسون نصر:

سرطان الثدي من الأمراض الشائعة التي تُصيب النساء وخاصةً من هن في سنّ الأربعين وما فوق، لكن قد سُجّلت حالات مرضية لمن هن تحت سن الأربعين (العشرينيات والثلاثينيات) رغم أنها نسبة قليلة.

هناك أعراض تدل على الإصابة بسرطان الثدي منها تغيّر شكله، خروج سائل من الحلمة، ظهور بقع حمراء ذات قشور في الثدي.

أسباب كثيرة تزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض لدى النساء، منها السمنة الزائدة، تناول الكحول والتدخين، تناول الهرمونات البديلة خلال فترة انقطاع الطمث، التعرّض للإشعاع بكثرة، تناول الأطعمة غير الصحية، وجود أنسجة وألياف كثيرة بالثدي، البلوغ المبكّر للفتاة، الإنجاب في عمر متأخر، أو عدم الإنجاب، والتقدم بالعمر، وهناك حالات وراثية تصل نسبتها إلى ما بين 5-10%.

يمكن تشخيص المرض إما بالفحص السريري أو الفحص باليد، أو من خلال أخذ خزعة من الكتلة الموجودة في الثدي لفحصها، كذلك تصوير الماموغرام، وكلما كان الكشف عن المرض مبكّراً، ساعد في التسريع بالشفاء الذي قد تصل نسبته إلى 98%.

الكشف المبكر يرتبط بعوامل كثيرة: الوعي الكامل لدى المرأة، إذ يمكنها من التشخيص الذاتي بتحسس منطقة الثدي أثناء الاستحمام، فالماء والصابون يساعدان في كشف الكتل الظاهرة إن وجدت، أيضاً من خلال التعريف بالمرض عن طريق وسائل الإعلام ليصل إلى أكبر شريحة ممكنة من النساء وبمختلف المجتمعات، وأيضاً من خلال حملات توعية وإرسال فرق جوالة إلى المناطق النائية والبعيدة عن مراكز المدن، وقد خُصص شهر تشرين الأول من كل عام للكشف المبكر عن سرطان الثدي. وعلى اعتبار أن الفقر من الأسباب غير العضوية في انتشار المرض لكنه سبب يؤخر اكتشاف المرض بسبب عوامل كثيرة منها العوز المادي، وتكاليف الفحص والعلاج الباهظة، وكلها عوامل تجعل المريض عاجز عن اكتشاف المرض بوقت مبكر لأنه يعتمد على المسكنات الموضعية أو من الصيدليات دونما فحص طبي دقيق، ومن هنا كانت مهمة الفرق والمراكز خلال الشهر الوردي، أن يكون الفحص مجانياً بالتصوير والتحليل وتقديم الدواء والعلاج، ولعلّ لنساء الريف والبادية والعشوائيات الأولوية في ذلك، والأهم تثقيفهن حيال هذا المرض وأهمية الكشف السريع عنه، لأنه يساهم بنسبة كبيرة في العلاج، إضافة إلى التوعية والدعم النفسي الذي هو العامل الأساسي للتغلب على أي مرض، لأن نسبة الكآبة والنفسية المتعبة هي 90% من المرض العضوي.

لذا علينا أن نعمل من أجل مجتمع سليم واعٍ خالٍ من الأمراض التي يمكن علاجها، وأن يكون جلّ اهتمامنا بالمرأة لأنها المدرسة التي تُعلّم، والأم التي تُربي، فكلما كان لدينا نساء مُدركات ومُلمّات بأمور المجتمع وأمراضه وأسباب انتشارها، كانت لدينا فرصة أكبر للنهوض نحو الأفضل والتخلّص من الكثير من الأمراض وغيرها، ولا ننسى أن الفقر وإن لم يكن عاملاً عضوياً لأي مرض، لكنه سبب مباشر وعامل مهم لانتشاره، لذا علينا أن نقتحم  مكامن الفقر ونحاول قدر المستطاع المساعدة لتجنيب فقرائنا الموت دون رحمة منّا ومن قدرهم المحتوم.

العدد 1105 - 01/5/2024