المعارض والأسواق الدولية مجال رحب للاستثمار والبناء

إيمان أحمد ونوس:

قديماً، كانت القوافل التجارية (البرية والبحرية) تسلك بحاراً وطرقاً طويلة ووعرة غالباً من أجل الوصول إلى أسواق يجري فيها تصريف بضائعها في دول مختلفة، ولنا في طريق الحرير المثال الأوضح عن تلك التجارة فيما مضى.

أمّا في العصور الحديثة، فقد اختلفت الطرق ووسائل التواصل والتبادل التجاري بين الأمم والدول والمجتمعات، فقد ظهرت الأسواق والمعارض المحلية والدولية بهدف الترويج للصناعات والمنتجات بما فيها الزراعية، إضافة إلى التعرّف على ابتكارات جديدة في مختلف الأنشطة الاقتصادية والزراعية وحتى الثقافية منها، فعمّت هذه الظاهرة العديد من الدول ومنها سورية التي أقامت عام 1954 معرض دمشق الدولي الذي مثّل منذ ذلك الحين قفزة نوعية على مستوى الحياة الاقتصادية والاجتماعية السورية، بما شكّله من طقس سنوي يتمّ من خلاله الاطلاع على آخر الأفكار والرؤى، وكذلك التبادل فيما بين الدول المشاركة وسورية في هذه المجالات، إضافة إلى أنه شكّل للسوريين مناسبة سنوية لها طقوسها الخاصّة على ضفاف بردى الذي كانت مياهه تتدفق شلالات وأنواراً في ساحات المعرض وفضاءاته التي صدح فيها صوت فيروز بأجمل الأغاني للشام وأهلها، عبر حفلات فنية مرافقة للمعرض احتضنت أهم المطربين وفناني العرب والعالم.

ولأن الحرب على سورية كانت جحيماً التهمت نيرانها كل أنشطة الحياة السورية، فقد توقّف المعرض لسنوات أربع، لكنه عاد العام الماضي بطقس اجتماعي أكثر منه اقتصادي ليُشكّل رسالة للعالم أجمع تقول إن السوريين شعب محب للحياة رغم كل ما أججته تلك الحرب من أحقاد وموت ودمار.

غير أن الأمل في دورته الستين لهذا العام أكبر من هذا بكثير، والأمل الحكومي معقود على أن يكون مساحة للاستثمار وإعادة الإعمار من خلال الشركات المحلية والدولية المشاركة، لكن أملنا_ نحن السوريين_ أن يكون الإعمار بمشاركة عموم السوريين بسواعدهم وأدمغتهم أولاً وأخيراً، لأنهم وحدهم من دفع ضريبة حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وهذا بالتأكيد حقنا الشرعي.

العدد 1104 - 24/4/2024