معرض دمشق الدولي.. الوجه المشرق لاستقرار سورية

غزل محمد عائشة: 

 أحدثت عودة معرض دمشق الدولي خلال العام الماضي أثراً واضحاً في سجل تعافي سورية من الحرب الاقتصادية والثقافية…الخ.

فقد تزامنت دورته التاسعة والخمسون وحتى الحالية منها مع أولى بوادر الاستقرار المعلن في منطقة لطالما أقيمت عليها محطات ثقافية واقتصادية على مدى أعوام عدة سابقة للأزمة، وبمشاركة الكثير من الدول العربية والأجنبية.

فمن كان مُسجلاً للتاريخ السوري بفعالياته المثالية، ساقهُ قلمهُ إلى مدينة المعارض بضخامة ما تحوي من إشعاع وتنوير فكري وثقافي.

وبعد السنوات السبع المثقلة بالحرب والدمار التي ألقت بسوادها على سورية وشعبها، كان الإعلان عن عودة معرض دمشق الدولي يضاهي فرحة إعلان الأمن والاستقرار في أكثر المناطق السورية.

فمن كان متوقعاً قلّة المقبلين على مدينة المعارض، نالت الحقيقة من توقعه ذاك، وبددته الآلاف المقبلة على الطقس المعهود لسورية الصلبة، مما يعني أنّ مشاريع النيل من سورية مُنيت بفشلٍ كبيرٍ، فالحدس الشعبي بعودة الفرح والاحتفالات كان من النادر أن يخطئ على هذه الأرض.

وخلال هذه الدورة تقترب سورية بسرعة من التغيير والاستقرار، والتغيير المقصود هو مرحلة إعادة الإعمار التي يشهد عليها وجود العديد من رجال الأعمال الباحثين عن فرص استثمار وبناء على أرضٍ أصبح فيها النزاع صكاً قديماً، فالإيمان بمستقبل سورية الاقتصادي هو لغة الزمن الجديد الآن.

وحيث ستبقى الواجهة الثقافية لسورية اللافتة الأعلى في طقوس معرض دمشق لتتحدث عن وجهها الأنثوي الرقيق عبر بقية المعارض كمعرض الكتاب، ومعرض الزهور، الدوليين وسواهما الكثير.

هذا العام خطت فيه البلاد خطوات كبيرة على طريق التعافي من الأزمة، ومن كان يتنبأ بسقوط سورية، يلملم اليوم أوراقه للعودة إليها، خصوصاً أنّ جميع الاتحادات الصناعية والتجارية والمؤسسات تتابع التحضيرات لهذه الدورة، فيراهن عليها المجتمع السوري لتكون انطلاقة قوية لسورية واقتصادها عموماً.

على الدوام كان (معرض دمشق الدولي) أكبر تظاهرة اقتصادية وثقافية وفنية تشهدها سورية كلّ عام، وسيبقى ما بقي السوريون سوريين.

 
العدد 1105 - 01/5/2024