العمال السوريون أبطال صامتون تحت وطأة الظروف القاسية
د. عبادة دعدوش:
في عيد العمال العالمي وجب علينا أن نُسلّط الضوء ونُكرّم العمال السوريين في سورية أو المُغَرّبين عنها، أولئك الذين تحمّلوا أصعب الظروف من أزمات متعدّدة منذ أكثر من عقد حتى الآن، فإن معاناتهم ومرونتهم قصة تحكي عن القوة الإنسانية والتصميم الذي لا ينضب.
يعيش ملايين العمال السوريين في ظلِّ ظروف مُزرية، سواء من يعملون ضمن الجمهورية العربية السورية، أو المُغَرّبين عنها. فالكثيرون منهم دُمِّرَت منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم، ومنهم من فقد أحباءه وسبل عيشه ممّا أجبر كثيرين منهم على الاغتراب والعمل في الخارج، أو على قبول العمل داخل سورية بأجور لا تكفي أبسط احتياجاتهم، ومع كل هذه التحديات الهائلة، يواصلون الكفاح من أجل توفير لقمة العيش لعائلاتهم.
يعمل العديد من العمال السوريين في وظائف منخفضة الأجر وفي ظروف عمل غير آمنة. يتعرضون فيها لساعات عمل طويلة وأجور متدنية، إضافة إلى عمالة الأطفال بكل ما تحمله من مخاطر. يفتقر الكثير من هؤلاء العمال إلى التأمين الصحي والضمان الاجتماعي، ممّا يجعلهم عرضة للاستغلال والفقر إضافة إلى الصعوبات الاقتصادية. أمّا معاناة المغتربين منهم فتندرج تحت بند التمييز والعنصرية، وغالباً ما يُنظر إليهم بازدراء بسبب جنسيتهم أو ظروفهم. وهذا التمييز يتجلّى في تقييد فرص العمل والسكن والتعليم.
وعلى الرغم من هذه التحديّات، يظلُّ عمال سورية مرنين ومصممين، يواصلون العمل بجدٍ لإعادة بناء حياتهم ودعم عائلاتهم. إن إرادتهم وقوتهم لا تعرف حدوداً.
اغتيال حقوق العمال في سورية
لقد أدّت الأزمة السورية وتدهور الوضع الاقتصادي إلى انتهاكات جسيمة لحقوق العمال، ومن ذلك:
- انتهاك الحق في العمل، إذ فقد الآلاف من السوريين وظائفهم بسبب الحرب والنزوح القسري.
- انتهاك الحق في أجر عادل، إذ يتقاضى العديد من العمال السوريين أجوراً زهيدة لا تكفي لتلبية أبسط احتياجاتهم الأساسية.
- انتهاك حق العمل في ظروف آمنة: يعمل العديد من العمال في ظلِّ ظروف خطرة وغير آمنة، ممّا يعرّض حياتهم وصحتهم للخطر.
لهذا، وفي يوم العمال العالمي، لنتذكّر العمال السوريين الذين يعانون من ظروف عمل مزرية، ولنعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للعمال في سورية والعالم أجمع!