كيف نتغلب على القلق من المستقبل؟

ماذا يدور في عقلك؟

(ترى هل سأنجح بالامتحان؟

هل ستكون حياتي الزوجية المستقبلية مريحة؟

هل سأتمكن من تحقيق النجاحات في حياتي العملية؟

هل سأعيش برخاء ومستوى معيشي مقبول؟ أم سيأكلني الفقر؟

هل سيأتي أولادي أصحاء؟ هل سيكونون مشاغبين؟ هل سيكونون عقلاء؟)

أم… لديك أسئلة أخرى؟!

لفترة خلت درجت على موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك) جملة تقول ما مفاده: أن الطفل لا يقلق من مستقبله، لأنه لا ماضي لديه وهو يعيش حاضره فقط.

المستقبل بتعريف بسيط هو: ما يأتي في الأيام التالية، وتترتب نتائجه على ما نفعله في الحاضر وما فعلناه في الماضي. هو خوف من المجهول في بعض الأحيان، وخوف من المعلوم في أحيان أخرى، ولذلك فنحن ننتظر هذه الأيام الآتية لنعرف ونقيّم مدى جودة هذه النتائج. ويمكن أن نشبّه حالة الشخص المرضي بدوائر تدور في فلك خاص حول محور القلق بشكل متتابع، ويستمر قطر هذه الدوائر بالتضيق زائداً من شلل الشخص، وإعاقة تقدمه وتطوره ونجاحه وكأن الشخص يغرق رويداً رويداً. حتى نصل في بعض الحالات إلى أن نجد أناساً ينتابهم القلق إلى حدّ المرض، وخاصة في فترة الانتظار، ومعنى هذا أنهم يراجعون ما عملوه بكثرة وباجترار للأفكار لمرات عديدة، أو أن يكون لديهم خوف شديد من النتائج الآتية. وفي كلتا الحالتين قد تظهر أعراض نفسية تتمثل بالعصبية والعدوانية والضيق، أو الانعزال والانسحاب والحزن، أو اضطراب برنامج النوم والطعام. وقد ترقى إلى ظهور أعراض نفس جسدية كالصداع واضطراب الضغط الشرياني وآلام المعدة وآلام العضلات المحيطية.

كيف نتفادى القلق؟

الحل هو أن ينتبه الفرد ومَنْ حوله للدوائر التي تدور حالة الشخص في فلكها، فيبذل جهده لكسر هذه الدوائر والانتقال منها إلى الدوائر المنفتحة. وإليكم بعض ما يمكن اللجوء إليه على المستوى الذاتي:

البحث عن واكتساب الثقة بالنفس وبالأصدقاء والاستعانة بالآخرين، والصبر، وتنمية التحليل المنطقي وتعلم بعض تقنيات التنمية الذاتية كالبرمجة اللغوية العصبية، والتشجع لخوض التجارب ومراجعتها بكل أسباب فشلها ونجاحها، واكتساب خبرة متدرجة في التخطيط ووضع الأهداف ومعرفة تقسيمها، وتحديد فترات زمنية قصيرة ومنطقية لتحقيقها. أي بمعنى آخر اكتساب المهارات الحياتية الشخصية والحفاظ على وجهة النظر الإيجابية وممارسة تقنيات التأمل والاستبصار والتنفس العميق.

معلومات مفيدة

القلق البسيط صحي، له فوائده الإيجابية، فهو ينجِّي الفرد من الأذيات المحتملة بالابتعاد عنها، وكل إنسان لا بد أن يتعرض لحالات من القلق تختلف حسب مراحل حياته وحسب أهمية المواقف وتأثيرها عليه، ويفترض أن يزداد القلق كلما صغرت سن الشخص، وأن الشعور بالقلق يتناسب طرداً مع كمية ما اختبره الشخص من مواقف مثيرة للقلق في طفولته.

العدد 1105 - 01/5/2024