في اليوم العالمي لمنع الانتحار.. المرأة تحاول… والرجل ينتحر

 بين المحاولة والوصول إلى الغاية فرق كبير، وخاصة عندما ينتهي الأمر بوضع حدّ للحياة. فقد أظهر تقرير لمنظمة الصحة العالمية نُشِرَ في جنيف بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الواقع في العاشر من أيلول، أن حالات الانتحار لدى الرجال أكثر بثلاث مرات منها لدى النساء، بغض النظر عن الفئة العمرية والبلد. ولكن محاولات الانتحار لدى النساء أكثر بثلاث مرات منها لدى الرجال.

لتخرج النتيجة بأن مليون شخص يموتون سنوياً منتحرين، و 20 مليون محاولة انتحار سنوياً، تبوء بالفشل، معظمها محاولات نسائية. أما الرجال فتنجح محاولاتهم أكثر، ما يعني حسب التقرير أن الرجال يلجؤون إلى وسائل أكثر فتكاً من تلك التي تعتمدها النساء كي يضعوا حداً لحياتهم.

لكن هذا يعني على أرض الواقع أن هنالك عنفاً متزايداً يقع على المرأة بأحد أنواعه النفسية أو الجسدية أو القانونية، إضافة إلى العنف العام الذي تعانيه المجتمعات والمتعلق بتفاصيل الحياة اليومية، من القلق أو الخوف أو الاضطهاد… وغيرها، يؤدي بهن إلى محاولات الانتحار، وتتحقق بعضها،  ليبدو تخاذل الدول والحكومات في إيجاد آليات تساهم في التخفيف من هذه المعاناة الإنسانية ووضع أُطر سياسية للاستراتيجيات الوطنية الخاصة بمنع الانتحار.

أمّا على الصعيد المحلي فلا بدّ من ترجمة البيانات السياسية وحصائل البحوث إلى برامج وأنشطة وقائية في المجتمعات المحلية. وبالنسبة إلى مجتمعاتنا العربية والسورية فلا يبدو الأمر أقل سوءاً، ولكن بغياب الإحصائيات الرسمية لن تتوضح دقته، لتبقى فقط إحصائيات تخرج عن الجهات العاملة مع النساء ضحايا العنف، أو عن المستوصفات والمشافي. لكن رغم ذلك تعزى أسباب الانتحار إلى العامل النفسي أو الاقتصادي، لذلك تعمل الجهات الداعمة للمرأة على تمكين النساء المعنفات اجتماعياً ونفسياً ككل متكامل، وهذا يعطي المرأة دفعاً بتخطي العنف الواقع عليها وتخطي حال القلق واليأس التي تصل إليها، نتيجة انعدام الثقة بالنفس والاستقلال الاقتصادي.

 أما بالنسبة إلى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 فيُعدُّ الانتحار السبب الثاني لوفاتهم في العالم.. وأيضاً يسجل نسباً مرتفعة في صفوف الأشخاص الكبار في السن.

وتبدو خطورة التقرير في كشفه أن نحو 5% من سكان العالم يحاولون الانتحار مرة واحدة على الأقل في حياتهم. أي أكثر من ضحايا الحروب وجرائم القتل مجتمعة. وأن (الانتحار هو من أسباب الوفاة الرئيسة في العالم، وقد شهد ارتفاعاً في السنوات الأخيرة بنسبة 60% في بعض البلدان).

ولأجل هذا اليوم تضاء شمعة ربما تكون ضوءاً من الأمل بأن هنالك حياة أفضل أكثر أماناً وحبّاً يمكن من خلالها إيجاد فرص جديدة.

العدد 1105 - 01/5/2024