نعم إني قلقة.. ومتفائلة

الشباب والمستقبل عنوان عريض يمكن أن يحوي دلالات كثيرة وأفكاراً عديدة في مجتمعنا العربي. وكلمة الشباب كلمة رنانة تحمل في داخلها الفتوة والأصالة، فنحن (الشباب) (قوة الوطن وصمام أمانه). ومع تجدد الثقافات وانتشار المعرفة أصبحنا أكثر إدراكاً وبحثاً عن مستقبلنا، فلا يمكن مقارنة هواجسنا قبل سنة أو أكثر بهواجسنا الآن.

 فلم يكن الإبداع أبدًا مطلباً من مطالبنا أو واجباً من واجباتنا، وطبعاً للتربية دور في ذلك، ثم التعليم والمناهج القاصرة، لذلك لم يستطع الشعب العربي أن يتطور رغم الإمكانات البشرية والزراعية والباطنية الهائلة.

نحن غارقون في الفراغ، اهتمامات لا تتعدى اهتمامات المراهقين أو أكثر قليلاً، نسبة كبيرة منا يلتهمها هذا الفراغ دون أدنى إحساس بقيمة الوقت، فالقراءة عندنا رفاهية الرفاهية، ما يعني أن تطوير الذات آخر اهتماماتنا.

لكن، في ظل التحول العالمي والانفتاح الحضاري، أصبحت أوَّليات الشباب متغيرة وبسرعة كبيرة، إذ إننا نحاول التفاعل مع معطياتها على نحو كبير، فقد تحرك قطار التغيير وقلنا كلمتنا بصوت عال: نعم للتغيير، أصبح المستقبل أمامنا رغم أنه مجهول.

نريد بناء إنسان جديد كلياً، رغم الاختلاف على طريقة البناء، لكننا مدركون أننا من سيصنع هذا المستقبل الذي نتمناه ناصعاً.

يبدو أن مخاض مستقبلنا عسير قليلاً، لكني متفائلة جداً بولادة مستقبل يقوم على المؤسسات المدنية والتطوير في بنى المجتمع الذي نعيش فيه، وبوجود طروح عدة يقوم بها الشباب بعيداً عن انتماءاتهم السياسية!

العدد 1105 - 01/5/2024