عندما يحزن المستقبل

شادي شاب استيقظ صباحاً، حمل قلمه وودع أمه وذهب إلى امتحاناته فباغته الموت من حيث أراد الحياة ،شبابنا في وسط كليتهم التي يفتخرون بدخولها في  الهندسة المعمارية استشهدوا…

 اكثر من 80 طالباً وطالبة من مهندسي المستقبل سرقتهم آلة الموت آلة الإرهاب،  عندذاك لا يهم إلى أي تيار ينتمون، والى أي حزب يتحزبون. لا يهم إن كانوا من  الموالاة أم المعارضة، مع أو ضد،  فهم مهندسون في مقتبل العمر. إذا سألت طالباً منهم عن أمنياته فسيقول إنه يريد بناء سورية الحديثة رغم الاختلاف الشديد في كيفية البناء أو نوعيته أحياناً، إلا أن هدفهم كان واحداً هو البناء..

هم طلابنا ومهندسو المستقبل من  المتفوقين، من الأذكياء، ذوي العلامات العالية، إنهم من صعدت أرواحهم في يوم امتحانهم الأول وتركت 80 عائلة مكلومة يعتصر الألم والحزن قلوبها.

لقد رأينا تلك الأم التي وجدت حذاء ابنتها المهندسة، وهي  تبحث بين البقايا البشرية، عن جزء آخر. وتلك التي أتت من حماة لتقديم الامتحان، وذلك الذي أتى من اللاذقية، كلهم استشهدوا. ومع كل الحزن والبكائيات يبقى السؤال: من المستفيد مما حدث في جامعة حلب؟ من المستفيد من قتل الطلاب المدنيين في وسط كلياتهم؟ أسئلة كبيرة وكثيرة لابد من الإجابة عنها، لابد من معرفة الخفايا لا بدّ من  لجنة تحقيق لفضح هذه الأفعال الإرهابية، على الأقل لتستريح أرواحهم بسلام وتستريح أسرهم.. فالمجرم قتل المستقبل.

الرحمة للأبرياء والشهداء!

العدد 1105 - 01/5/2024