لنفسح مكاناً للحوار !

بعد نحو سنتين من أزمة طاحنة تعصف ببلادنا من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، ومن بحرها إلى صحرائها، بعد نحو سنتين من التجاذب السياسي الذي أفرز تدمير البشر والحجر وعدداً كبيراً من الشهداء الذين مهما بلغ عددهم فهو رقم كبير، وهم سوريون اختلفوا وعلى الوطن.. الوطن الذي لا بديل لهم عنه.. ويبقى لدينا الحل.

لا يمكن أن يكون الحل إلا بيد السوريين أنفسهم، عبر حوار وطني مدروس، بمشاركة كل أطياف المعارضة وجميع الأحزاب والتيارات. هذا كلام جميل، ولكن للأسف نحن لا نختلف فقط على كيفية الحوار، بل نختلف على جدواه. فالتحاور الراقي معدوم بيننا كأفراد فكيف يمكننا أن نبدأ فيه كجماعات وتيارات..؟؟

إذا كان الناس لا يتحملون بعضهم، فكيف يستطيعون أن يقيموا ويؤسسوا طاولة حوار تحت أي سقف كان؟ يبدأ الحل من المواطن العادي؟ بأن يتقبل الرأي الآخر ويحترمه أياً كان رأيه. يبدأ الحل بأن نكون كأفراد نصنع الحوار لا أن ننتظره. يبدأ الحل بأن نتخلى عن شيطنة الآخر، وأن نكون كأفراد متساوين أمام بعضنا. يبدأ الحل عندما يكون الحوار بين سوري وسوري بكل الأطياف والتيارات. ويظل السؤال الأكثر إلحاحاً :هل للحوار في هذه الظروف الاجتماعية والسياسية فائدة، وما مقدار هذه الفائدة؟ للأسف المستقبل قاتم جداً، لا يوجد أمل كبير، رغم كل مبادرات الحوار المطروحة. ولكن يبقى الأمل بإنسانية السوريين أن تطفو على سطح خلافاتهم.

العدد 1105 - 01/5/2024