فلينتظر المستقبل…

ما يحصل منذ بدأ ما سمي الثورة؟ الأزمة؟ المؤامرة؟ الربيع؟ الخريف؟ سيغيرنا إلى الأبد – نحن السوريين لسنا اليوم ما كنّا قبل عامين ونصف، المستقبل المجهول ينتظرنا بعد الدمار الذي لم ينجُ منه إنسان سوري داخل البلاد وخارجها. لم تنجُ منه أسرة صغيرة أو كبيرة، لم ينجُ منه شيء، لا تراثنا الإنساني اللامادي ولا المادي. نحن اليوم عراة تماماً أمام أنفسنا وأمام العالم. لا مرآة يمكنها أن تتحمل شكلنا المشوه. اليوم بشاعتنا ودماؤنا تغطينا، وارتيابنا المرضي وقلقنا من بعضنا قبل قلقنا وارتيابنا من الخارج الذي أطبق فجأة على أحلامنا وأحاطنا بالعتمة. حتى كدنا لا نرى بعضنا بعضاً، لا نبصر. كم سنحتاج من الوقت لنستعيد وعينا! لا أحد يدري، بما أن الجميع لا يفكر بالجميع، وبما أن هذه البلاد عادت لتكون مسرحاً كبيراً للصراع القديم الذي  لا يرحم،  وبما أن الغرباء يديرون هذياننا نحن الإخوة الأعداء، فلينتظر المستقبل ليس له مكان بيننا.

العدد 1105 - 01/5/2024