وعام آخر يمضي!

عام آخر يمضي مع المأساة السورية التي عنوانها المزيد من العنف و الفقر والترهّل في البنى التحتية وفي جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحيّة، تُظهر المؤشرات أن ما يحدث في سورية من مأساة إنسانية هو الأشد من نوعه بعد الحرب العالمية الثانية..

تظهر الأرقام والوقائع مثلاً ملايين المهجرين خارج الوطن ممّن سكنوا في مخيمات، أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة، أو هاجروا إلى البلدان الأوربية وأمريكا، والملايين من النازحين داخل الوطن في مراكز اللجوء المؤقتة، أو في الأماكن الآمنة من سورية، وتظهر التقارير أعداداً كبيرة ممن  تدهورت حالتهم الاقتصادية إلى ما تحت معدلات الفقر الأدنى، إضافة إلى تراجع في مستوى خدمات الصحة، والتعليم، والوضع الاجتماعي، الذي يعني تزايد العنف ضد المرأة وخاصّة الاستغلال الاقتصادي والجنسي، وكذلك المزيد من العنف ضد الأطفال والمسنين والمعاقين، وتفاقم حالات الطلاق والزواج المبكّر وعمالة الأطفال وأطفال الشوارع المعرضين لشتى أنواع الاستغلال، وظاهرة المشردين الذين لم تسعهم حتى مراكز اللجوء .

ضمن هذه المأساة يعيش من تبقى من السوريين على قيد الحياة، بعدما حصد الموت والخراب حياة مئات الآلاف من السوريين والسوريات. ضمن هذه المأساة والمؤشرات التي تنبئ بالمزيد أيضاً من الخراب ينهي السوريون عامهم الثالث في الأزمة /المأساة، دون أية بارقة أمل بالتغيير، فلا المعطيات الدولية ولا الداخلية تبشّر بأي تفاؤل، فأي عام قادم سيعصف بالسوريين! وأي مأساة أكبر تنتظرهم!!

لحظة واحدة يحتاجها السوري وهي إخراج كل من تدخّل في صراعه بكل طريقة، ليقوم هو بنفسه بما يريد، فهو الوحيد القادر على اختيار الطريق السليم، وسيستطيع، لأنه رغم كل ما حدث، أثبت السوريون أنهم شعب يحب الحياة ويستحقها!

العدد 1105 - 01/5/2024