الهلال الأحمر والعطاء الانساني

هي فتاة طيبة بذلت كل ما بوسعها لترى ابتسامة الأهالي والمهجرين، مرهفة الحس طيبة تروي بدمعتها الظمأ في قلوب المتألمين ممن حولها وخاصة لمن تستمع لهم والذين يحدثونها عن مشاكلهم وهمومهم وآلامهم، تعطي بابتسامتها التفاؤل والأمل، لقد أصبحت مثالاً يحتذى به في الخير والمحبة ومثالاً على زرع الثقة بين الناس، فكانت تقول دوماً: (أنا أتعلم منكم أموراً لم أكن أعرفها)، وقد قادت فريقاً رائعا في الهلال الأحمر فكانوا بالفعل الهلال الذي أنار ظلمة الناس واحزانهم، ففي أحد الأيام دخلت إلى غرفة عائلة تقطن في المركز، وعندما علمت الوضع الصعب الذي يعيشون فيه لم تستطع الوقوف على الحياد بل قدمت من خاصتها كل ما تستطيع، وقد قال لها أحد اليافعين إنه يريد العمل، فعملت على مساعدته وأرشدته على طرق الوصول إلى العمل المناسب، ولم تبخل على أحد بالنصائح والإرشادات فكانت خير مرشدة لكل الأسر، ورغم أنها انتقلت الى مركز آخر إلا أن أثر أعمالها الطيبة لا يزال عالقاً في أذهان الجميع وقلوبهم.. إنها عضوة من الهلال الأحمر السوري الذي يعمل بمحبة و.جد وقد أنشئت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 1863 وهي تعمل على الصعيد العالمي على تقديم المساعدة الإنسانية للأشخاص المتضررين من النـزاعات والعنف المسلح وتعزيز القوانين التي توفر الحماية لضحايا الحرب. وبوصفها منظمة مستقلة ومحايدة، فإن التفويض الممنوح للجنة الدولية ينبع أساساً من اتفاقيات جنيف لعام 1949. ويعمل في اللجنة الدولية التي يقع مقرها في جنيف بسويسرا نحو 12 ألف موظف في 80 بلداً، ويعتمد تمويلها أساساً على التبرعات الطوعية من الحكومات ومن الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

وقد تأسست اللجنة الدولية نتيجة لعمل هنري دونان، السويسري الجنسية، أثناء معركة سولفرينو (1859)، التي تُرك خلالها آلاف الجنود الفرنسيين والنمساويين والإيطاليين الجرحى دون رعاية طبية ملائمة. وأفضى كتاب دونان ـ تذكار سولفرينو (1862) ـ إلى اعتماد اتفاقية جنيف الأولى (1864) التي وضعت قواعد لحماية الجنود الجرحى وأفراد الخدمات الطبية، كما أفضى إلى إنشاء جمعيات الإغاثة في جميع البلدان.

وصارت هذه الهيئات تُعرف بجمعيات الصليب الأحمر، في إشارة إلى الشارة العالمية التي اعتُمدت للدلالة على الوحدات الطبية وحمايتها. (وبدأ العمل بشارة الهلال الأحمر في سنوات الثمانينات من القرن التاسع عشر).

ومنذ تأسيسها، لعبت اللجنة الدولية دوراً إنسانياً في أغلب النـزاعات التي نشبت عبر أنحاء العالم. وقد عملت باستمرار على إقناع الدول بتوسيع الحماية القانونية لضحايا الحرب من أجل الحد من المعاناة.

وتشكِّل اللجنة الدولية والجمعيات الوطنية واتحادها الدولي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وفي حالات النـزاع المسلح، تنسق اللجنة الدولية استجابة شركائها داخل الحركة.

وللّجنة الدولية تفويض دولي دائم يستند إليه عملها. وينبثق هذا التفويض من اتفاقيات جنيف لعام 1949 ـ التي وافقت عليها جميع دول العالم ـ ومن النظام الأساسي للحركة.

بيد أن اللجنة الدولية تظل منظمة خاصة يحكمها القانون السويسري وهي مستقلة تماماً في إدارتها وفي القرارات المتعلقة بعملياتها. وتتكوّن اللجنة ذاتها من 25 عضواً يتم اختيارهم بالتفاضل، جميعهم من السويسريين. ويحترم عمل اللجنة الدولية المبادئ الأساسية للحركة، ولا سيما مبادئ الحياد وعدم التحيز والاستقلال. وقد بلغت الميزانية السنوية للجنة الدولية خلال السنوات الأخيرة قرابة مليار فرنك سويسري. ويتمثل مانحوها الرئيسيون في الحكومات والمنظمات الإقليمية والجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر والسلطات البلدية والقطاع الخاص والأفراد. وتقدم الجمعيات الوطنية أيضاً إسهاماً مهماً عن طريق توفير الموظفين المتخصصين. ويشرح التقرير السنوي كل عام حسابات اللجنة الدولية.

وهناك حالياً ما يربو على 1400 موظف متخصص ومندوب في مهام ميدانية للجنة الدولية عبر أنحاء العالم. وهم يعملون إلى جوار نحو 11 ألف موظف محلي، يدعمهم وينسق عملهم قرابة 800 موظف في مقر اللجنة الدولية في جنيف. ويمكن لمندوبي اللجنة الدولية الأجانب أن يكونوا من مختلف جنسيات العالم؛ وتعد اللجنة الدولية رب عمل يكفل فرصاً متكافئة.

وتدير اللجنة الدولية صناديق خاصة متنوعة تدعم عمل الجمعيات الوطنية، كما تمنح جوائز عدة لموظفي الصليب الأحمر، إما تقديراً لخدماتهم أو من أجل توفير المساعدة العملية في حالات الشدة.

ولها فروع في كل المحافظات السورية وتعمل على تأمين الدعم والإغاثة وتقديم كل المساعدات الممكنة.

العدد 1105 - 01/5/2024