فرحتي الصغيرة.. كبيرة

أحياناً عندما يعمل الانسان عملاً صغيراً لآخر، قد لا يدري كم يكون كبيراً في عينيه وروحه وذكرياته، وكم سيترك في قلبه أثراً عظيماً وشيئاً يوحي له أنه رغم هذه المأساة لا يزال هنالك أناس رائعون يعملون الخير دون انتظار المقابل، وإني قد رأيت مثل هذه النماذج وأريد إخباركم عنهم، لكن أولاً أريد أن أقول بأني نجحت في الصف التاسع بعلامات جيدة، رغم وضعنا الصعب، وهذه كانت فرحتي الأولى لأني سمعت من الناس همسات بأني لن أنجح بسبب الظرف الذي نعيشه، لكن علاماتي العالية فاجأت الجميع، لأني كنت واثقة بنفسي وبالنجاح رغم كل الصعوبات.

أما فرحتي الثانية فهي الذهاب برحلة من مجموعة من الناس الرائعين من راهبات الراعي الصالح إلى مقر جريدة (النور) التي أنشر فيها مقالاتي الصغيرة، وكانت فرحتي لا توصف وكأنها الرحلة الوحيدة في حياتي لما لها من أثر عميق في نفسي، فقد تعرفنا على المحررين المدهشين، منهم مدير التحرير الذي رأيت فيه كل الصفات الحميدة النبيلة من تواضع واحترام ومحبة واللطف الشديد، وقد أعاد لي الأمل والتفاؤل، فكانت كلماته ترنّ في أذني وهو يخبرنا عن العمل في الجريدة وكيفية خروج المقال إلى الناس كما يقرؤونه على الصحيفة الورقية، وكيف يعملون ليلاً نهاراً لتخرج بشكلها الحالي، وهذا أعطاني دافعاً للعمل من جديد وبقوة على تطوير ثقافتي وتكثيف قراءاتي كي أستطيع أن أعبر عن نفسي بشكل أفضل، فتحقيق الأحلام الصغيرة يقودنا إلى أحلام أكبر نسعى إلى تحقيقها، وإني أشكر كل من عمل وساهم في إعادة الثقة إلى نفسي وروحي، وزرع الأمل بقلبي وجعلي أتفاءل بمستقبل مشرق ينتظرني، ولو كنت في حالة صعبة ومهجّرة، لكن ما بعد الضيق إلا الفرج، وإني أبعث محبتي لمن يعمل في راهبات الراعي الصالح وجريدة (النور) التي فسحت المجال أمامي للحلم  بحياة أفضل، وأؤكد أن هذه اللحظات ستؤثّر في مستقبلنا لننمو معاً نحو الأفضل.

العدد 1105 - 01/5/2024