صلاحيّة انتهاء الإخلاص

يعتبر الإخلاص حسب ماعرّفته مجلّة (البوابة) بأنه: الالتزام بالاستمرار في العلاقة مهما كانت المطبات الصعبة التي تعترض طريقها.

بدايةً.. طرحت مجلّة (جمالك) سؤالاً كان العنوان لمقال نشرته: هل الرجل قادر على أن يخلص لامرأة واحدة طوال حياته؟

ويا ترى ماذا يكون جواب الرجل عن هذا السؤال؟ وما وجهة نظر المرأة..؟

يعرى بعض الرجال الإخلاص قبل الزواج مختلفاً عن الإخلاص بعده، فمنهم من يرى أن الإخلاص فقط بعد الزواج، أما قبله فالرجل يبحث عن شريكة الحياة، ومن الطبيعي أن لا يعطي كلّ إخلاصه لامرأة لم تصبح زوجته بعد. أما عند المرأة فإخلاص الرجل قبل الزواج أو بعده يجب أن يكون ثابتاً، لأن من لا يخلص ولا يعطي في البداية لا يخلص مستقبلاً.

يرى الرجل بحسب (جمالك) أنه مخلص بطبيعته، وأنه يبحث عن شريكة الحياة التي إن تزوجها أغلق قلبه عن غيرها وعاش لها إلى الأبد، ولكن الباقي من الرجال الذين يتزوجون مثنى وثلاث ورباع، بعد زواجهم بالأولى، يرجعون الأمر إلى أنه مرخّص شرعاً ويراه البعض واجباً شرعياً، بينما ترى بعض النساء ذلك منافياً لمفهوم الإخلاص.

إن وصف الرجل بالمزواج قد لا ينفي عنه صفة الإخلاص، يقول بعض الرجال: أنا أحبّ وأخلص لواحدة، ورغم أني أتزوج بأكثر من واحدة زواجاً عادياً، ولكن تبقى إحداهنّ (وهي الأولى عادة) مقرّبة لي وأخلص لها طوال حياتي!

لكنّ النساء لا ترى ما يراه الرجل، فالمرأة تؤمن إيماناً شديداً بعلاقة (واحد لواحد) في العلاقات الزوجية، أي إذا تزوجتني فأنت لي وحدي ولا تشاركني فيك أيّ امرأة أخرى.

أما إن عدنا إلى مجلّة (الرجل) فقد رأت الطبيبة التشكيلية المختصة بالأمراض الجنسية أليكس دوليجالوفا أن الإخلاص عند الرجال ليس أمراً طبيعياً، وإنما هو قاعدة دينية واجتماعية مغروسة لديهم، مما يعني أنه في حال بحث الرجل عن الجنس خارج الزواج، فإن ذلك حسب رأيها لا يمثل دليلاً حاسماً على عدم رضاه من الحياة الزوجية أو أن الجنس ينقصه في منزله.

وأضافت في دراسة لها بأن توق بعض الرجال من وقت إلى آخر لزيارة النوادي الليلية يرتبط بطبيعة الرجل، أكثر من ارتباطه بموضوع عدم الرضا عن علاقته الزوجية، مشيرة إلى أن الرجال يثارون بصرياً، وأن موضوع الجنس لديهم مرتبط بالناحية البدنية ومفصول عن الناحية النفسية، على خلاف الأمر بالنسبة للنساء.

وأضافت أن الأمر قد يبدو غريباً، غير أنه في حال توجّه الرجال إلى دور الدعارة فإن ذلك في أغلب الأحيان يعني بأن الرجال لا يريدون الإساءة لزوجاتهم أو شريكات حياتهم، ولا يريدون تعقيد العلاقات معهنّ، وإنما يريدون التخلص من الفورة الجنسية التي لديهم، وفي الوقت نفسه لا يريدون انهيار العلاقة الزوجية.

أخيراً، نستنتج أنّ الإخلاص هو إحدى أهم روابط الحياة الزوجية بحيث تزيد نسبة المرأة بإخلاصها لزوجها واكتفائها به وببيتها، على الرجل الذي تُغفر نزواته، وهذا بالتأكيد لا يعني عدم إخلاصه.

العدد 1105 - 01/5/2024