وعي الحياة… وثقافة ممارستها

المقصود بثقافة الحياة، كيف يجب أن نعيش.. كيف نحيا أيامنا وعمرنا القصير. والزَّمن نسبيٌّ.. فالثانية كالدقيقة، والدقيقة كالساعة، والساعة كاليوم، واليوم كالشهر، والشهر كالسنة وهكذا سرعة الأيام.. بالأمس كنت يافعاً في الحارة، واليوم على أبواب السبعين من العمر.. هكذا تدحرج الزمن، وأفل العمر، واقترب الرحيل.

/ثقافة الحياة/ هي: فهم الوجود والمحيط وفلسفة الوجود والغاية من الحياة.. /وظيفة الحياة/ وغايتها تنتمي إلى الخير والجمال والكمال والزهر والماء والشجر والثمر والطير والحيوان، ولكل دوره ووظيفته..

هكذا تتكامل عناصر الحياة.. وتتكامل الأدوار فيها..

غاية /الحياة الثانية/ هي: الاستمرارية والتعاقب: تعاقب الأجيال ولكل جيل دوره في عمارة الكون وبقائه..

ثقافة الحياة تنتمي /لإرادة التقدم/ والبقاء والمساهمة والتعاون والتشارك، لأن طبيعة الحياة طبيعة جمعية، ولا يستطيع الانسان أن يعيش لوحده، وهكذا فأصل الوجود ينتمي للأنا الجمعيّ وأدبياته في احترام الآخر وحقوقه ووجوده ومشاركته.. ولاتقاس الحياة ب /الأنا الفرديّ/ النفعي، فالبيدر للجميع وخيره للجميع.

/ثقافة الحياة/ هي: إرادة الحياة والبقاء، ومستلزمات ذلك في الإقبال على الحياة، والعمل..

كل الحضارات الراقية التي قامت في العالم حملت عناوين: /ثقافة الحياة/ و/إرادة الحياة/ والإنتاج في الحياة، والمحبة، والتعاون في الحياة.

لم تقم حضارة عبر /ثقافة الإقصاء/ والإلغاء، والاستئثار، والأنا الفردي النفعي.

إنتاج /ثقافة الحياة/ وبناؤها فعل: سياسي، ومجتمعي، وثقافي. وهو جمعي وتراكمي وإنتاجي، وهو إضافي وإبداعي.. إنه تربية في البيت، والمدرسة، والمجتمع، والإعلام، والثقافة..

هو في السياسة: انفتاح وحوار وقبول ووعي ومراجعة.. وهو في الثقافة انتاج للقيمي والأصيل.

/ثقافة الحياة/ هي: ثقافة المبادرة والتضحية والجرأة، وقول ما يجب أن يقال، عبر إرادة القول والعمل والبحث عن الحقيقة..

للنماذج، والريادات، دور في إنتاج /ثقافة الحياة/ وسلوكها الاجتماعي، ومجتمعاتنا المشرقية تأخذ /بالنماذج والاقتداء/..

أو مايسمى /فكرة البطل/ والاقتداء به، وكم من الريادات أدت دوراً إيجابياً في بيئاتها ومجتمعاتها، وأسست لمسارات في الاقتداء، والتمثل.

في/ثقافة الحياة/ :يبنى الفرد والمجتمع، وتبنى الأوطان ونواظم بنائها..

ويتقدم العارفون، والقادرون، وفي غير /ثقافة الحياة/ ونواظمها تعم الفوضى، والضياع، وكلٌّ يذهب بما يريد.

/ثقافة الحياة/ هي: وعي الوجود، والضرورات، ووعي الحياة، والغاية، والمطلوب، وتكامل عناصر الحياة ومكونها لينتج الجميع /ثقافة الحياة/ وعيشها الكريم.

العدد 1105 - 01/5/2024