أنا آدم يا أبي!

أنا آدم يا أبي!

قمرٌ لحكايةِ الحكايات
تصوّبُ مسير البروق
ساحاتِ الجهاتِ الأربعة
قمرُ الساعةِ الألفْ
منحدراتِ الله
الله أكبرُ، الله أكبر
حيَّ على الدمْ
دمي الموزّع بين القبائل
رأسي المعلق باب المدينة
حيِّ على الفوضى
على حريتي المشغولة
قيود البؤس
من ينسجُ كعنكبوتٍ
أوهامه
مدخل كهفي المهمل
يعجن معاصم أيدينا سلاسلَ
نحملها أشرعةً
على أفلاكِ القيامةِ
حيِّ على الجاهليةِ
تمتد في تاريخنا
رمالاً ومعلقات
مغازيَ وسيراً
تنحر أعناق البطولة
وتنطق بالشهادتين
تسلم مفاتيح المقدس
كل من قيض متشابهات الكتاب
وأدارها تيجانا
حيّ على الطريقةِ
أسلفت عقولنا
ظاهر نصّ، وباطن محكم
شعباً مختاراً
وفردوس يلتف حولنا
كحزام ناسف
وأنا واحدٌ من أهل هذا الشرق
بدمي الحار
وعرقي الملون
وآلهتي المتكاثرة بيدائي
صنمٌ هنا، صنمٌ هناك
وأنبيائي المعصومين
قبةٌ هنا، قبةٌ هناك
هذا الشرق
الذي يحمل شرفه
صوب موانئ الغرب
على ناقلات النفط
ورائحة العود المسافر
حقائب الشبق
هذا الشرق
المؤمن- الكافر
المستعرب- المستعجم
المقيد- المقود
العبد-المستعبد
المتأثر- المستأثر
هذا الشرق
كل الشرق
حيث حطت قوافل الأصوات
من أطلس المغرب المتفرنس
إلى خليج الملح المتصحر
أرضي التي انتزعت قلبي
حنايا تلهفها
فبنيتُ حائط مبكاي
أنا آدم يا أبي
ابنك الشرعي الوحيد

علاء محمد زريفة

العدد 1104 - 24/4/2024