كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين.. يبحر بعيداً

كاتب الكفاح والفرح الإنسانيين.. يبحر بعيداً

بكثير من الحزن والألم، ودّعت دمشق أديبها الكبير حنا مينه، بعد رحلة عذاب وشقاء وألم مغمسة بالفرح وبهجة الكفاح ومقاومة الظلم والاستبداد.
أديب البحر يحقّق حلمه ويغادر دمشق إلى اللاذقية التي أبدع في وصف بحرها وحياة بحارتها.
يا بحر، إذا نادوا: يا بحر، قلت أنا البحر.. نعم، كنت بحراً في عمقك وسعة أفقك وعطائك، فاذهب عميقاً في البحر، بعيداً في الياسمين، شراعك لن ينحني، وجبهتك تطاول الشمس.. أيها النقي الوفي المحب!
بكتك عيون قرائك، ولوّحت لك مناديل الودع، منتصراً في حياتك، كذلك في رحيلك!

عمــا قـــــريب… انقلاب
المجال المغناطيسي للأرض

تنبأ علماء في السنوات الأخيرة بأن المجال المغناطيسي للأرض يمكن أن يستعد (للانقلاب) عما قريب، وهو التحول الذي يصبح فيه القطب الجنوبي المغناطيسي شمالا مغناطيسيا.
ويمكن أن يكون لهذا الحدث تأثيرات كارثية، تحدث فسادا بالشبكة الكهربائية وتعرض الحياة على سطح الأرض لكميات أكبر من الإشعاع الشمسي.
وفي حين كان يُعتقد سابقا أن هذه الانعكاسات تحدث على فترات زمنية تصل لمئات الآلاف من السنين، تشير دراسة جديدة إلى أن ذلك يمكن أن يحدث في غضون بضعة قرون.
ويقدر العلماء أن القطبين المغناطيسيين الشمالي والجنوبي في الأرض، ينقلبان كل 200 إلى 300 ألف سنة، ولكن مضى ما يقرب من 780 ألف عام على آخر حدث من هذا النوع، ما جعل الكثيرين يشكون في حدوث الانقلاب مجددا.
وقال البروفيسور روبرتس من كلية أبحاث علوم الأرض ANU: (يوفر المجال المغناطيسي للأرض، والذي كان موجودا منذ ما لا يقل عن 45,3 مليار سنة، درعا حامية من التأثير المباشر للإشعاع الشمسي. وحتى مع وجود الحقل المغناطيسي القوي للأرض، ما نزال عرضة للعواصف الشمسية التي يمكن أن تضر بمجتمعاتنا المعتمدة على الكهرباء).
وفي الدراسة الجديدة، قام باحثو الجامعة الوطنية الأسترالية، بتحليل الرقم القياسي البالومغناطيسي من 107 إلى 91 ألف سنة ماضية، من خلال تحليل الصواعد في كهف جنوبي غرب الصين.
وأجرى فريق البحث تحليلا مغناطيسيا وتأريخا إشعاعيا على عينة طولها متر، للكشف عن سلوك المجال المغناطيسي القديم.
ووجدت الدراسة أن المجال المغناطيسي شهد تحولا سريعا على مدى حوالي قرنين.
وأوضح الباحثون أن الضرر الذي يلحق بشبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات الناجم عن مثل هذا الانعكاس، قد يتسبب في خسارة مليارات الدولارات.
ويأمل البروفيسور روبرتس في (أن يكون هذا الحدث بعيدا جدا بحيث يمكننا تطوير تكنولوجيا مستقبلية لتفادي الأضرار الكبيرة).

كي تحموا قلوبكم… لاتفرطوا في النوم

وجدت دراسة شملت أكثر من 3,3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، أن الأفراد الذين ينامون أكثر من اللازم معرضون لخطر الوفاة المبكرة بنسبة أكبر من غيرهم.
واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذي ينامون أكثر من 8 ساعات، أكثر عرضة للوفاة مقارنة بأولئك الذين ينامون أقل من 7 ساعات.
وأوضحت الدراسة أن النوم لفترة طويلة يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.
وقال الباحثون، من جامعات كيلي ومانشستر وليدز وشرق Anglia،إنه يجب اعتبار النوم المفرط علامة على الصحة السيئة، وكتبوا في مجلة الجمعية الأمريكية للقلب، أن أحد التفسيرات يتمثل في أن الحصول على الكثير من النوم، يعني الحد من ممارسة التمارين الرياضية، ما يزيد من مخاطر تعرض الأشخاص لمشاكل في القلب.
ولكن من المرجح أن الأشخاص، الذين ينامون لفترة طويلة، يعانون بالفعل من مشاكل لم يتم تشخيصها.
وجمع الباحثون نتائج 74 دراسة سابقة للتوصل إلى هذه النتائج، وكتبوا: (ترتبط فترة النوم الطويلة بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وكذلك الأمراض المصاحبة للتعب، مثل الاضطرابات الالتهابية المزمنة وفقر الدم. كما أن الحالة الاجتماعية والاقتصادية المنخفضة والبطالة، والنشاط البدني المنخفض، عوامل ترتبط أيضا بالنوم مطولا).
وزاد معدل الوفيات بنسبة 14% بالنسبة للأشخاص الذين ينامون مدة 9 ساعات في الليلة، في حين ارتفع الخطر بنسبة 30% بالنسبة لأولئك الذين ناموا 10 ساعات، مع ارتفاع خطر الوفاة لديهم بنسبة 56%، بسبب السكتة الدماغية. وكان الأفراد الذين ينامون مدة 11 ساعة، أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 47%.
وقال الدكتور تشون شينغ كوك، من جامعة كيلي : (إن لدراستنا تأثيرا هاما على الصحة العامة، حيث تبين أن النوم المفرط هو علامة على ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية).
وأضاف كوك: (تتمثل الرسالة الهامة في أن النــــــــــــوم غير الطبيعي هو علامة على مخاطر مرتفعـــــــة لأمراض القلب والأوعية الدموية، وينبــــــــــــــــــغي إيلاء المــــــــــــزيد من الاهتمام لاستكشاف مدة وجودة النوم، أثناء فحص المريض).

من القلب إلى القلب
عمـــــــاد نـــداف
أنا ضد »عيد الصحفيين«..
لا تـــــــــــــزعــــــــلوا مـــــــــــــني!

جئت إلى ساحة الأمويين عند الفجر!
كثيرون لا يصدقون أنني أطرق باب الإذاعة والتلفزيون كل يوم عند الساعة الخامسة فجراً، منذ نحو أربعين عاماً، وكثيرون لا يعرفون أن مهنة الصحافة ممتعة إلى الدرجة التي لا يهتم الصحفي فيها بعدد ساعات العمل وبتوقيتها، وكثيرون لا ينتبهون إلى أن هذه المهنة، التي يسمونها مهنة البحث عن المتاعب، كانت حلماً لزعماء كبار، فكيف لنا نحن الذين لم نكن لحظة واحدة في موقع الحلم بالزعامة!
لم أكن أعرف أن ذلك اليوم، الذي انقشع فجره، هو (عيد الصحفيين)، ألصق الشباب الطيبون في اتحاد الصحفيين دعوة عامة لحفل استقبال، وكأنه دعوة لنبتهج بـ(العيد)، وسريعاً فكرت بمعنى السعادة التي ستحصل فيما لو أن صحفياً ما لبّى الدعوة…
تذكرت معنى (العيد)، ففي أعيادنا (الجلاء والفطر والأضحى والميلاد ورأس السنة) نبحث عن السعادة ليتطابق الشعور بـ(العيد) مع معناه، وفي ذلك الفجر سألت نفسي فلم أجد شيئاً يدعو للسعادة في حياة الصحفيين ليحتفلوا بعيدهم(!!)
هل أنا على حق؟! لا تزعلوا مني، هه! فهذا الشعور ينتاب الجميع بغض النظر عمّا إذا كانوا في مواقع مسؤولة، أو يتراكضون في أروقة المؤسسات الإعلامية، أو مؤسسات الدولة الأخرى، بحثاً عن لقمتهم، فيمدحون هذا، وينمّون على ذاك بعد أن ظنوا أن من أولويات النجاح في مهنة الصحافة هو الدأب على ذلك الفعل!
ماذا لو عرفتم أن هناك صحفيين يراجعون المحاكم من أجل تحقيقات كتبوها لصحيفتهم عن فساد مؤسسات ومديرين منذ سنوات طويلة؟ ماذا لو عرفتم أن الصحفي لم يعد يخيف أي مسؤول فاسد في الدولة، لأن ذاك المسؤول يمكن أن يقطع عيشه، أو ربما يضع له ظرفاً محشواً بعدة آلاف من الليرات على الطاولة ليجرح روح الصحافة في نفسه، خاصة أن هناك من يضطرون لحمل مثل هذا الظرف ويحمدون الله على هذه النعمة، ويتابعون حياتهم أذلاء مكسوري الخاطر.
ما هو الشيء الذي يجعلنا سعداء في عيد الصحافة؟!
هل هي الشهرة التي جنيناها في توليد قراء يثقون بنا وبصحافتنا؟! لم يحصل ذلك..
هل هي جرأتنا التي دفعت الحكومات للاستقالة نتيجة تحقيقات استقصائية كشفت عيوب مسؤولين فيها، أو نبشت وثائق أضرت بالاقتصاد الوطني؟! لم يحصل ذلك..
هل هي الملفات التي فتحناها لتتحول إلى قضايا رأي عام؟! لم يحصل ذلك..
هل هي التغطيات الإخبارية القاصرة والمقتضبة والتي دفعت أهلنا تلقائياً إلى البحث عن حقيقة أخبارنا من (قنوات سفك الدم)؟!
ما هو الشيء الذي يجعلنا سعداء في عيد الصحافة؟!
ربما يكون العز الذي نحن فيه.. هل تصدقون؟!
أتحدث ساخراً عن العز، إذا عرفتم أن كل ما يتقاضاه الصحفي شهرياً في أوج نشاطه وشبابه لا يكفي أجرة بيت صغير في حي من أحياء المخالفات في أحزمة البؤس؟ وأن تقاعد الصحفي من اتحاد الصحفيين في سورية يعادل ثمن كيلو ونصف من لحم العجل، وأن تقاعده الوظيفي كاملاً بعد كل حياته الوظيفية لا يكفي فواتير الماء والكهرباء وهواتف الخليوي والأرضي في البيت؟!
ثم ماذا لو عرفتم أن أكبر أجر على مادة صحفية تنشر في سورية لا يعادل ثمن وجبة في مطعم درجة عاشرة في الربوة حيث يتدفق نهر بردى مخلوطاً مع مياه الصرف الصحي؟!
ماذا لو عرفتم أيضاً أن الشعب السوري لم يحفظ اسم صحفي واحد، حتى أولئك الذين يظهرون على الشاشات، والذين، بصعوبة، يُشَبّه المواطن عليهم ويسأل: أين شاهدت هذا الرجل من قبل؟!
إذاً، كيف يعيش الصحفي؟ ولماذا هو في هذه الحال؟!
هذا ما شعرت فيه ذلك الصباح عندما قرأت الدعوة للابتهاج بـ (عيد الصحفيين)..
لا تزعلوا منّي، هه!

العدد 1104 - 24/4/2024