الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي تحرز تقدماً رغم الفجوات بين البلدان

أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرها النهائي المشترك مع اليونيسيف حول الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة العامة.

ويشير التقرير المشترك إلى حصول بعض التقدم شهده مجال الصرف الصحي ومياه الشرب، ولكنه قال إنه لايزال هناك شخص واحد من بين ثلاثة أشخاص، أو بمعنى آخر هناك 2.4 مليار شخص في العالم يفتقرون لمرافق الصرف الصحي، بما في ذلك 946 مليون شخص يتغوطون في العراء.

وقد تحققت مكاسب كبيرة في مجال إبقاء الأطفال على قيد الحياة. ففي الوقت الحالي، يموت يوميا أقل من ألف طفل، دون سن الخامسة، بسبب الإصابة بالإسهال الناتج عن المياه غير الصالحة للشرب، والصرف الصحي والنظافة، بالمقارنة مع ما يفوق ألفي طفل قبل 15 سنة.

ويفيد التقرير بأن ضمان الوصول إلى مصادر المياه الصالحة للشرب هو أهم الإنجازات الرئيسية للدول وللمجتمع الدولي، إذ تمكن نحو 2.6 مليار نسمة من الوصول إلى مصادر هذه المياه منذ عام 1990 وتوفرت مياه الشرب الصالحة لـ 91% من سكان العالم، وما يزال العدد في ارتفاع.

فعلى سبيل المثال أتيحت المياه الصالحة للشرب لنحو 427 مليون شخص في دول إفريقيا، جنوب الصحراء، أي بمعدل 47 ألف شخص كل يوم لمدة 25 سنة.

ورغم أن نحو 2.1 مليار شخص تمكنوا من الوصول إلى مرافق الصرف الصحي المحسنة منذ عام 1990 إلا أن العالم أخفق في الوصول إلى الهدف الإنمائي للألفية بالنسبة لما يقرب من 700 مليون شخص، فقد تعطل التقدم في مجال الصرف الصحي بسبب عدم الكفاية في حملات تغيير السلوك، وعدم توفر منتجات بكلفة معقولة للفقراء، إضافة إلى العادات الاجتماعية التي تقبل وتشجع على التغوط في العراء.

ويستخدم 68% من سكان العالم اليوم مرافق صحية محسنة، لكنها تقل بـ 9% عن النسبة المحددة في الأهداف الإنمائية للألفية المقدرة بـ77%.

وتتضمن أهداف التنمية المستدامة التي سيجري إقرارها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول 2015 مخططاً للقضاء على التغوط في العراء بحلول 2030 مما يتطلب مضاعفة المعدلات الحالية من الحد من هذه الظاهرة، خاصة في جنوب آسيا ودول إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.

وتشدد منظمة الصحة العالمية واليونسيف على ضرورة الاستفادة من التقدم غير المتساوي الذي تحقق ما بين 1990 و2015 من أجل تغطية الفجوة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحصول الجميع على المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.

ويؤكد التقرير أنه لتحقيق الأهداف المرجوة وجب على العالم توفير بيانات مفصلة لإتاحة تحديد السكان والمناطق التي تتدنى فيها المعدلات عن المعدلات الوطنية، إضافة إلى التركيز بشكل مقصود ومتين على الفئات التي يصعب الوصول إليها، وخاصة الفقراء في المناطق الريفية، هذا مع اعتماد التكنولوجيا المبتكرة لإيجاد حلول مستدامة لمشاكل الصرف الصحي للمجتمعات الفقيرة بأسعار معقولة، إلى جانب زيادة الاهتمام بتحسين النظافة في المنازل والمدارس ومرافق الرعاية الصحية.

العدد 1104 - 24/4/2024