الصحافة تُعزز البناء المعرفي

تتصدر احتياجات الفرد في مجتمعاتنا قائمة المهملات، وما أُهمل حقاً هو حاجة الفرد لمعرفة ما يجري حوله من قضايا تخص مجتمعه والمجتمعات الأخرى.

ومهمة الصحافة ووسائل الإعلام القائمة على نقل الحقيقة، والمصداقية في عرض الوقائع، والحيادية تجاه ما يحدث، باتت بمنأى عن ذلك كله.

إشارات استفهام كثيرة حول مهنة تُوصف بالحرة، لكنها تعمل ضمن قيود ومحاذير!!

لنبدأ بتعزيز وعرض دور الصحافة والإعلام فيما لا نستطيع تجاهله من مساهمة في بناء الجانب المعرفي والإدراكي لدى الفرد، ومن تأثير قوي في بعض الأحيان وقادر على نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد والمجتمع، فضلاً عن تماشيها المحايد والخادم للحقيقة أولاً وللمتلقي ثانياً.

كل ذلك جعل الصحافة والإعلام منبراً للجهات المهيمنة والأنظمة القائمة، حيث لا مناص من اتباع وعرض ما تمليه عليها، ولا مناص أيضاً من تأييدها ومراعاة المصالح العليا على حساب ما يجري ويحدث في دائرة يتمُّ فيها سلخ الفرد عن الواقع الحقيقي، وتعزيز وجهة نظر معينة.

كما أن التعامل مع الصحافة على أنها جهة تثير الفضائح وتُكثر من التساؤلات والملابسات حطَّ من الأداء الإعلامي، حيث لا سبيل إلى المنافسة مع الإعلام العالمي وتطوره.

فلما لا نتجرّد ونُجرد الحقيقة، ونترك للفرد مسألة الاستيعاب وتصور مجريات الأحداث؟

إن فساد العين الناقلة، والتشويش عليها لا يُضاهيه أيّ فساد، ومن هنا يبدأ التغيير للتغلّب على حالة الانقسام تجاه قضايا معينة، وللنهوض بمستوى إعلامي حضاري ينافس الإعلام العالمي.

العدد 1105 - 01/5/2024