صاحبة الجلالة.. سلطة بلا نفوذ

يحتل الإعلام مكانة رفيعة لدى كافة الدول، باعتباره الأداة التي تعمل على الارتقاء بالفرد والمجتمع والدولة على كافة المستويات والاتجاهات، وتحتل الصحافة أحد أهم فروع الإعلام المكانة ذاتها لما تقوم به من تسليط الضوء على كل ما له علاقة بالحياة الرسمية والعامة على حدّ سواء، فكان أن سُمّيت صاحبة الجلالة، لما لها من سلطة ونفوذ تعمل من خلالها على تشكيل للرأي العام المحلي أو العالمي.

غير أن الإعلام عموماً، والصحافة خاصة في العالم النامي، تخضع دوماً لقوانين صارمة وقيود تُفرغها من مضمونها وتبعدها عن رسالتها السامية الساعية إلى المزيد من الدعم المعرفي المتنوّع للناس، إضافة إلى مشاركة أولئك الناس في معرفة الحقيقة المتعلّقة بحياتهم ومعيشتهم ومصائرهم.
وهنا يغدو الإعلام حالة ترفية نخبوية تخدم شرائح مُحددة من المجتمع، وبالتالي نكون أمام إعلام مهمّش لا يمكنه الارتقاء إلى مستوى احتياجات الفرد والمجتمع والدولة، كما لا يمكنه أبداً التصدي لمختلف المشاكل والصعوبات التي تعترض جوانب متعددة من حياة الدولة( اقتصاد، اجتماع، ثقافة وفكر… الخ)
بسبب ما يوضع في طريقه من عراقيل ومحاذير، إعلام  مخصي لا يمكنه المنافسة وسط سطوة الإعلام العالمي المتطور والمتنوّع والذي يكون له دوماً السبق الأبرز في التعاطي مع مختلف القضايا والأمور المحلية والدولية بشكل متميّز وساحر، فيذهب بالعقول بعيداً عن مصالح وحقوق أصحابها. 

فإلى متى ستبقى الجهات العامة أولاً، وكذلك الجهات الخاصة أو الفئات الطفيلية المُعرّشة على الاقتصاد والصناعة والتجارة وحتى السياسة، إلى متى يبقى كل هؤلاء في خشية صريحة وواضحة من الصحافة..؟ ولمَ يتمُّ التعامل مع الصحفيين بعدم ثقة واحترام..؟

ألا يستدعي الواقع الذي تُعاني منه البلاد والعباد لاسيما خلال سنوات الحرب، أن تُعيد الحكومة النظر بآلية تعاملها مع المعلومة والصحفي من أجل الوصول إلى إعلام حضاري قوي ومنافس..؟ 

العدد 1105 - 01/5/2024