تعتيم اقتصادي

 غالبيتنا يعرف أننا مستوردون من الدرجة الأولى للحضارة الغربيّة وكلّ ما تحتويه من عوامل إفساد اجتماعي..بعدما ورّدنا كلّ حضارتنا قبل آلاف السنين، أصبحنا فقراء ثقافياً نحتاج إلى تعويض!

استغل الغرب الظرف وبدأ بعملية النسخ، وبما أنّ الشعب العربي متشبّث بالعادات والتقاليد، فماذا سيحدث إذا مزجنا زيتاً مع الماء، أي النقيض مع نقيضه، فلا الماء سيعود ماءً نظيفاً من الزيت، ولا الزيت كذلك، ولن يتّحدا مهما حدث! هذا ما حصل تماماً بالشعب العربيّ بعدما خلطنا الثقافات، اختلط الأمر وبتنا في المنتصف لا بإمكاننا العودة كما كنّا، ولا يليق بنا المضي إلى الأمام.بعد ذلك تغلغل الغرب في أبسط التفاصيل في بلادنا، بدءاً من السياسة إلى المجتمع، ومن ثمّ إلى الاقتصاد.

منذ زمن الاحتلالات والكلّ عليه أن يعرف أن ما يشغل الغرب هو استمرار الارتقاء الاقتصادي في بلدهم على حساب بلدنا! فكانت الخطّة لإخضاع الشعوب تكمن في (التجويع)، وذلك بجعل الشعب العربي جائعاً، وبعد ذلك يصبح ذروة حلمه تأمين لقمة العيش، و بهذا تُغلق كلّ الطرق للتفكير ويصبح عاطلاً عن العمل. لكن المستلزمات الإلكترونية الملحّة باتت تعمل على استنزاف جهدنا في عملنا كي لا ننحرم منها، ونعمل على تحصيلها مهما كلّفت من أثمان. فكان ذاك بعدما مارس الغرب المغنطة الفكرية للشعوب، وربطها بالاستغلال المادي، ليكون التنفيذ الشعبي بعد ذلك بوجهٍ ضحوك!

لنأخذ على سبيل المثال (التكنولوجيا)، فقد باتت الأجهزة الكهربائية شيئاً أساسياً في كلّ بيت بعدما ودّعت العائلات القديمة تقاليدها البسيطة وأدواتها المنهكة واستقبلت التكنولوجيا بصدر رحب لأن الجميع يحبّ الأدوات التي تسهّل الحياة، وبعد ذلك بدأ الاحتلال العولميّ يسيطر على أدمغة الشباب الذين هم الطُّعم الناجح في كلّ مخططات العالم، وبشكل طرديّ ستربط الأمر بالاقتصاد، أي كلما كانت الحاجة ملحّة إلى نوع من الأدوات الإلكترونيّة زادت قيمتها المادية، وهذا بالذات الهدف الرئيسي من الطّبخة الغربية!

غير هذا أنّ الغرب يعمل على نوع ثانٍ من تحقيق الهدف، وذلك بتعديل الخصائص الموجودة في بعض الأطعمة، خصوصاً أنّ سوقنا اليوم فيه احتلال من الأطعمة سريعة التحضير والجاهزة… لنذكر منها (الإندومي).

الإندومي: وجبة سريعة التحضير محبّذة كثيراً لدى فئة اليافعين، لذّتها تكمن في بهاراتها، وهذه هي المصيدة لجلب عدد أكبر من محبّيها.

لننصرف عن الإندومي فالعجين بحدّ ذاته مضرّ ويستغرق ساعات طوال لهضمه، فإضافة إلى ذلك صُمّمت الإندومي لإضعاف خلايا العقل مع الزمن الطويل لتناولها (يمكنكم التأكد من هذا عبر غوغل).

أما البيبسي (مثالاً عن المشروبات الغازية ومشتقاتها) فهي أيضاً تتألف من عناصر جيلاتينية، تعمل على بث السم في الجسم وتساهم في هشاشة العظام مع مرور الوقت!

وبالرغم من ذلك تعتبر تلك الأطعـمة السريعة والمشروبات، للأغلبية، من ألذّ ما يمكن تناوله!

أما من شيء غريب يدعو التساؤل؟!

سعى العالم الغربي ليحدث تعتيماً اقتصادياً عبر حفر أنهار اقتصادية تقوم بملاحة المال لتصب في المحيط الأجنبيّ الأعظم!!

اليوم، بعد خضوع المجتمع العربي للاقتصاد الغربي وما يورّده لنا من أدوات (ماصّة للمال) فنحن مجبورون على الخضوع لها وإطاعتها، لأنها الشرّ الذي أصبح لا بدّ منه!

العدد 1105 - 01/5/2024